الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

الكرة الإماراتية مطالبة بالنهوض وتعويض الإخفاقات

المصدر: "النهار"
عبدالناصر حرب
الكرة الإماراتية مطالبة بالنهوض وتعويض الإخفاقات
الكرة الإماراتية مطالبة بالنهوض وتعويض الإخفاقات
A+ A-

كان خروج #المنتخب_الإماراتي من كأس آسيا 2019 على أرضه بطريقة قاسية أمام نظيره القطري (0-4)، نقطة تحوّل بارزة للكرة الإماراتية إن على صعيد الأندية أو المنتخبات، في ظل السنوات الصعبة التي مرّت بها، وكانت النتائج المحققة خير دليل على ذلك، الأمر الذي جعل العائلة الرياضية في هذه الدولة تتحرّك من أجل إنقاذ "سمعتها" قبل فوات الأوان.

ولا شك في أن ما تمر به الكرة الإماراتية بات واضحاً أمام الجميع، في ظل التطور الذي يحصل في الدول الآسيوية الأخرى وتحديداً الخليجية، لا سيما السعودية والبحرين والعراق وحتى الكويت التي عادت إلى النشاط بعد توقف لسنوات، وصولاً إلى المنتخب القطري الذي يستعد بقوة لاستضافة كأس العالم 2022.

وعانت الأندية والمنتخبات الإماراتية تراجعاً مستمراً على مستوى النتائج الإقليمية والقارية والدولية، رغم الإمكانات المالية والمواهب الموجودة فيها، لكن في السنتين الأخيرتين تصاعدت الأمور وباتت لا تحتمل، بعدما أفرزت تلك النتائج واقعاً مريراً في الشارع الإماراتي، الذي عاش سنوات عجافاً ولا يزال ينتظر أي لقب يضاف إلى الخزينة، وهو ما بدأ المسؤولون في تفعيله من خلال وضع خطة استراتيجية تمتد لعشر سنوات من 2020 إلى 2030.

وأطلقت رابطة المحترفين الإماراتية سلسلة من ورش العمل مع الأندية المحترفة عبر تقنية الاتصال المرئي، تمتد لثلاثة أيام، للتحضير للخطة الاستراتيجية الممتدة لعشر سنوات من 2020 إلى 2030.

وانطلقت الفاعليات، الأحد، مع أندية العين، الجزيرة، الوحدة، بني ياس والظفرة، وتتواصل اليوم الاثنين مع أندية النصر، الوصل، شباب الأهلي وحتا، على أن تختتم بأندية الشارقة، اتحاد كلباء، خورفكان، عجمان والفجيرة.

وكانت رابطة المحترفين الإماراتية قد أنهت المرحلة الأولى من التحضير للاستراتيجية الجديدة والمتمثلة في الاجتماعات الداخلية مع مختلف الإدارات والأقسام في الرابطة، وذلك لدراسة وتحليل متطلبات عمليات التخطيط الاستراتيجي ضمن المحاور الأربعة المتمثلة في: بيئة كرة قدم احترافية، والشراكات التجارية، والكفاءة المالية والتنافسية المؤسسية من خلال تحليل البيئة الداخلية وفق أدوات التخطيط الاستراتيجي العلمية.

وتسعى الرابطة لتطوير هذه المحاور من طريق استحداث مبادرات وبرامج تشغيلية تلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية.

خطة تطويرية للنهوض بالكرة الإماراتية

وتعتبر خطوة الرابطة لافتة في وقت عصيب يعيشه العالم مع انتشار فيروس كورونا، الذي أجبر الرابطة في الإمارات على عدم استكمال منافسات موسم 2019-2020 من الدوري المحلي، والمعلق منذ آذار الماضي.

ووضعت الكرة الإماراتية حجر الأساس لبناء مرحلة جديدة، عليها ان تستثمرها بأفضل طريقة ممكنة من خلال وضع خطط مدروسة والكشف عن أسباب الاخفاق والعمل على حل كل المشاكل حتى لا تتكرر مستقبلاً، إضافة إلى البحث عن جيل جديد والاستعانة بأصحاب الخبرة لتلبية احتياجات المنتخبات الوطنية.

وأكد لاعب المنتخب الإماراتي والعين السابق علي مسري في تصريح صحافي سابق أن "أول خطوة لتطوير كرة القدم في الإمارات هي تحليل الوضع بطريقة صحيحة ومثالية تعتمد على تحليل نقاط الضعف والقوة وفرص التحسين والمخاطر، وفي الوقت نفسه يجب أن نعرف على وجه التحديد أين موقعنا الحالي في الخريطة، وأين نريد أن نصل".

وأضاف: "علينا أن نركز على تطوير المنتخبات والمسابقات وهما مرتبطان ارتباطاً مباشراً بالاتحاد، لأنه لا يمكن تطوير جميع الأندية لأنها تختلف في قدراتها وإمكاناتها وثقافاتها وطموحاتها، ولكن لا يوجد من يختلف في أن يكون المنتخب في أفضل حالاته، وهناك عدد من العناصر الخاصة بالمسابقات يجب أن نضع خطة خاصة لتطوير كل عنصر منها وهي الإعلام، المدربون، اللاعبون، الإداريون، الجماهير، إضافة إلى التسويق الذي يربط هذه العناصر بعضها ببعض".

وأشار إلى أن نجاح الخطة التطويرية للنهوض بكرة القدم الإماراتية وبناء منتخب قوي يعتمد على 4 عناصر رئيسة، هي: زيادة معدل دقائق اللعب، زيادة عدد المباريات، فتح باب الاحتراف الخارجي للاعبين المواطنين لاكتساب الخبرات والاحتكاك مع لاعبين أقوياء".

بدوره، اعتبر المدرب العراقي عبدالوهاب عبدالقادر في تصريح صحافي سابق أن المشكلة الأكبر تتمثل بأن "بعض اللاعبين يتعالون على المنتخب ويركزون على النادي، وبعضهم صاحب مزاجية وهذا أمر معيب لا ينبغي أن يتصف به لاعب كرة القدم، وبرغم أنه قد أقيمت العديد من الندوات والمحاضرات ووضعت البرامج الواضحة، لتطوير كرة القدم الإماراتية وإعادتها إلى مسارها الصحيح، إلا أن الأمور لم تمض على النحو المأمول، ولذلك لابد من الالتزام بالمنهجية وتضافر الجهود لأجل تنفيذ خطة تعيد البريق إليها".

وكانت الإمارات نظمت العام الماضي كأس آسيا بمشاركة 24 منتخباً لأول مرة في تاريخ المسابقة، ونالت إشادات كبيرة من كل المنتخبات التي شاركت، رغم أن التحدي كان كبيراً في ظل المخاوف من تأثير زيادة عدد المنتخبات على جودة التنظيم.

لكن نتائج المنتخب "الأبيض" لم تكن مرضية، حيث خرج من الدور نصف النهائي على يد نظيره القطري، ثم ودّع كأس آسيا تحت 23 عاماً بعد عام تقريباً من الدور ربع النهائي، بعد خسارة قاسية أمام أوزبكستان (1-5).

وعلى صعيد الأندية، كانت المشاركات متواضعة جداً في دوري أبطال آسيا، ففشل ممثلو الإمارات في تحقيق أي مركز متقدم خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ العام 2016 (وصل العين إلى النهائي ولم يحرز اللقب)، حتى أن في النسخة الحالية، التي توقفت بسبب كورونا، يحتل كل من شباب الأهلي دبي والشارقة المركز الثالث في مجموعته، والعين المركز الأخير في مجموعته، فيما يحتل الوحدة المركز الثاني في مجموعته.

الكرة الإماراتية مطالبة بالتحرك سريعاً للخروج من دوامة النتائج السلبية والمستويات المتذبذبة، وإلا فإنها ستجد نفسها بعيدة جداً من الدول المجاورة الأخرى والتي بدأت تفرض نفسها في المحافل الإقليمية والقارية والدولية.

[email protected]

Twitter: @abedharb2

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم