السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

وجه الرؤيا

عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
وجه الرؤيا
وجه الرؤيا
A+ A-
تتلمذتُ على جورج خضر في العام 1972، دارسًا على يده الحضارة العربيّة والإسلاميّة. لا أتذكّر من حضوره على مقاعد الجامعة في كلّيّة التربية، وجهَ رجل الدين، على التخصيص. لا. بل، فحسب، وجه رجل الرؤيا والحكمة والعقل والتصوّف والعروبة والعربيّة الفصحى. كان واحدًا من أساتذة ذلك الزمان، الذين احتفظتُ، في عقلي، بوجوههم الأنيقة. بينهم، ولا شكّ، خليل حاوي وأدونيس وأنطون غطّاس كرم وميشال عاصي ونديم نعيمة. على سبيل التحيّة والتكريم، أهدي إليه هذا النصّ: والرؤيا حبٌّ بالضرورة. وبالمطلق. وإمعانٌ. وولعٌ. ووجدٌ. ولا رجوعٌ. وهي زوفى وناردين. وعطرٌ فائحٌ من الموضع الذي يُدعى أزلًا. والرؤيا نزفٌ بالرضا. وشأنها أنْ لا تفرغ من النزف، لأنّها فوحٌ بالتلقاء. ولأجل ذلك هي أزلٌ مفتوحٌ بعضُهُ على بعضِهِ. كسماءٍ لا تنغلق. كوردةٍ مرفقةٍ بجمالها الطوعيّ. كنبوءةٍ تترنّم بهوائها الطلق. كالوله ليس في مقدوره إلّا أنْ يكون ولهًا. كجرحٍ. وإلّا هو لا يُسمّى جرحًا. وإذا قُدِّر للكلام أنْ يكون مفوّهًا، فسرعان ما يتصوّف لئلّا يطيش في برودة المادّة وحياد الصنم. والرؤيا تصوّفٌ. بل جرحٌ مجروحٌ بذاته. كالعقل. كالفلسفة. كالحبّ إذا تألّه وتأنسن في الآن. في الـ معًا. وهيهات أنْ يطرأ عليه نسيانٌ. وهيهات أنْ ينال منه عمرٌ أو زمن. وهيهات أنْ يعتريه فسادٌ أو وهن، أو ما يُشبَّه بفتور النظرات. وهو هجسٌ لا يتوانى عن لذّة الورع. وهو الورعُ ذاتًا تتصفّى ببللها. ويا ليتها تكتفي. لكنّها لا. إذ ليس...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم