الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مسلسل مكسيكي طويل عنوانه بلاء غلاء الأسعار! بطولة...

المصدر: النهار
لبنى سلامه
مسلسل مكسيكي طويل عنوانه بلاء غلاء الأسعار! بطولة...
مسلسل مكسيكي طويل عنوانه بلاء غلاء الأسعار! بطولة...
A+ A-

تصيبني الدهشة لحظة دخولي إلى السوبرماركت في لبنان. ينتابُني هذا الشعور جراء تفاقم ارتفاع أسعار كافّة السلع، يوماً بعد يوم، بشكل هستيري. أصبح الوضع خطيراً جداً، إننا ذاهبون نحو دوامة الكارثة الغذائية على المدى البعيد، ولن يستطيع الشعب حينئذ شراء حاجياته من الطعام.

ألاحظ أن السلع المسترجعة بقرب "آلة الباركود" تبيان السعر، الموجودة في أرجاء السوبرماركات الكبيرة، يستعملها الزبون دائماً للتأكد من السعر الحقيقي للسلع، حين لا يتّم طبع سعرها، أو للتأكد من الفارق بين السعر الموجود على الرفوف والسعر الصحيح على جهاز المحاسبة، لأن الأسعار تتغير بصورة دورية، ينصدم حينها الزبون، فيرمي السلعة ويتابع سيره.

تلاشت قدرة الفرد الشرائية نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار، وتدني قيمة الليرة إلى الحضيض.

لا يمكن احتَمال جشع التجار الذي فاق القدرة الشرائية للفرد والتي انعدمت لدى الكثيرين.

إن المسشهد المضحك والمبكي في آن، هو عدم تفويت الصناعيين اللبنانيين أية فرصة للظهور على وسائل الإعلام لِحثّ المواطنين على الوقوف إلى جانبهم لدعم الصناعة الوطنية، وهم الذين ينهشون الأمعاء الخاوية.

للأسف، وبعد عبور الأشهر السابقة، أعتقد أنهم لا يستحقون الدعم والتشجيع! لكن هنالك عدداً قليلاً من الشركات، مثال "شركة غندور"، التي لا زالت أسعارها بمتناول الجميع !

ثم إن المنتجات التي أنتجت في تشرين الأول، ٢٠١٨، وتنتهي صلاحيتها في تشرين الأول،٢٠٢٠ أي قبل ثورة ١٧ تشرين، عندما كان الدولار لا يزال على سعره الرسمي العادي، فما هي أعذارهم لزيادة أسعارها؟

أمّا السلع التي أنتجت بعد أيلول٢٠١٩، أي بعد ارتفاع الدولار والفساد المستشري، فمن المنطق أن يرتفع سعرها قليلاً، ولكن ليس بهذا الشكل الفاحش. لقد أصبح هذا الغلاء إجراماً عَلَنياً.

يا تجّار الطمَع والإنسانية المفقودة، أدعو الحكومة للتحرك الفعلي على أرض الواقع، والعمل على ضبط هذا الفلتان الإجرامي، وإلزام أصحاب المحلات الغذائية على دفع غرامات مالية فورية عند كشف مخالفات الأسعار، وليس لدى القضاء لاحقاً.

سئمنا من تكرار الوعود على المنابر الإعلامية لوزير الاقتصاد الذي يتوخى حفلات الزَجَل في جميع خطاباته!

إنه يعيدني بالذاكرة إلى مسرحية التطمين عن وضع الليرة اللبنانية، الذي أفصح عنه سابقاً "عملاق مالي قدير" على إحدى شاشات التلفزة، ولَعِب دوره التمثيليّ بجدارة مع كافة ممثلي الكومبارس، من الإعلاميين والسياسيين، في هذا المسلسل المكسيكي الباهر.

إلى متى سيبقى اللبناني ساكتاً عن حقه وخاضعاً للسلطات الفاسدة التي نهبت الأخضر واليابس طوال ثلاثين سنة، وأودت بالبلد إلى الانهيار؟

إلى متى سيظلّ اللبناني متوسلاً هذا الفاسد أو ذاك ليؤمن لقمة العيش؟

إلى متى سوف نظّل مخدّرين وتائهين؟

إنّ واقعاً مريراً آت، إن لم تضرب الحكومة الجشعين بيد من حديد، وإن لم يستيقظ الشعب بصورة جدية!

لبنان بحاجة إلى شخص مثل وَلي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي سَجَن سنة ٢٠١٩ عدداً من الأمراء السعوديين النافذين في فندق "ريتز"، تحت شعار مكافحة الفساد، وإسترجَعَت منهم المملكة مائة مليار دولار !

لن نفقد الأمل!


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم