السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

صحافية هندية تجوب بلادها لتروي قصص الوباء وعذابات الناس والفقر

صحافية هندية تجوب بلادها لتروي قصص الوباء وعذابات الناس والفقر
صحافية هندية تجوب بلادها لتروي قصص الوباء وعذابات الناس والفقر
A+ A-

قررت الصحافية الهندية بارخا دوت أن تروي معاناة مواطنيها الفقراء جراء جائحة كوفيد-19، فقطعت مسافة 23 ألف كيلومتر في غضون مئة يوم تقريبا على مدن وبلدات في الهند.

فمنذ بدء المغامرة مع فريقها في آذار الماضي، جابت الصحافية التلفزيونية المخضرمة البلاد البالغ عدد سكانها 1,3 مليار نسمة، لنقل تأثير الفيروس على المدن والبلدات في هذا البلد الآسيوي العملاق. وقد وصفت هذه الرحلة بـ"المضنية نفسيا".

وقالت الصحافية البالغة 48 عاماً عندما التقتها وكالة "فرانس برس" خلال تصوير في احد مستشفيات نيودلهي: "لقد رأيت الكثير من الجثث وحضرت الكثير من المآتم واضطررت إلى هجر عدد كبير من الناس ارتموا بين ذراعي".

وحملت النجمة السابقة في محطة "ان دي تي في" الإخبارية من هذه الرحلات عبر طرق البلاد الكثير من القصص الإنسانية الزاخرة باليأس حيناً والأمل أحيانا ونشرتها على شكل تحقيقات عبر قناة خاصة على منصة "يوتيوب".

وفرضت الهند بين نهاية آذار ومطلع حزيران الماضي الاغلاق التام على أراضيها وكانت من أكثر الإجراءات صرامة في العالم للجم انتشار الفيروس. ووجد عشرات ملايين العمال الوافدين من الأرياف إلى المدن الهندية الكبرى لكسب لقمة العيش، أنفسهم من دون عمل بين ليلة وضحاها. وحاول بعضهم العودة إلى بلداتهم بأي ثمن قاطعين أحيانا مئات الكيلومترات سيراً ما أدى إلى وفاة العشرات من بينهم.

وفي وسط هذا النزوح غير المسبوق رأت الصحافية "أولاداً يسيرون حفاة تحت شمس حارقة وفي ظلام الليل أحيانا يوجههم نور القمر فقط".

في ولاية هاريانا المجاورة للعاصمة نيودلهي التقت عائلة رجل باع هاتفه الخليوي بسعر ألفي روبية (23 أورو) للحصول على المال.

وانفق القسم الأكبر من هذا المبلغ لشراء المواد الغذائية ومروحة، "وأعطى زوجته ما تبقى من المبلغ وانتحر في اليوم التالي" على ما روت الصحافية.

وقالت مستذكرة، قال لي رجل فقد زوجته، "سنموت مثل الحشرات لأننا فقراء". فكان لا بد من رواية هذه القصص".

وبعيد بدء إجراءات العزل في 25 آذار الماضي، انطلقت الصحافية في سيارة رباعية الدفع برفقة منتج ومصور وسائق، على الطرق "لمتابعة اهم قصة في حياتنا".

أضافت: "لم أكن اظن في تلك المرحلة أنني سأكتشفت على الطرق السريعة المختلفة، مواطنين لي يزدادون فقرا يسيرون آلاف الكيلومترات".

واضطر الفريق إلى إجراء مفاوضات صعبة للتمكن من عبور الحدود المغلقة بين الولايات المختلفة وإلى توجيه نداءات للمساعدة عبر "تويتر" لتصليح السيارة في بلد توقف فيه كل شيء.

وقالت الصحافية إن العزل "ضرب في الصميم وبعنف العمال النازحين ... الملايين منهم. دفع الفقراء الثمن الباهظ لتبقى الطبقتان المتوسطة والعليا بأمان".

وسلط عملها الضوء على الفروق في الأوضاع عبر البلاد مع تعاطف أكبر في ولايات الجنوب منه في ولايات الشمال. ففي دارواد في ولاية كارناتاكا اكتشفت أن مسؤولا بلديا حول فنادق صغيرة إلى مراكز لإيواء العمال النازحين وحمل مصنعا محليا على انتاج ملابس لهم.

ورفعت نيودلهي مطلع حزيران الماضي إجراءات العزل على المستوى الوطني بسبب الوضع الاقتصادي الحرج، إلا ان جائحة كوفيد-19 لا تزال مستعرة في البلاد لا بل تفاقمت في الأسابيع الأخيرة.

وفي ظل هذا الوضع تنوي بارخا دوت مواصلة رحلتها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم