السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

رفَضنا مشروعَ الأقليّات فأين المشروعُ الآخَر؟

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
رفَضنا مشروعَ الأقليّات فأين المشروعُ الآخَر؟
رفَضنا مشروعَ الأقليّات فأين المشروعُ الآخَر؟
A+ A-
عند كلِّ منعطفٍ تاريخيٍّ كان المسيحيّون اللبنانيّون يرفضون مختلَفَ أشكالِ التقسيمِ، وساروا في خطٍّ مناهضٍ مشروعَ الأقليّاتِ الذي عَرضتْه عليهم دولٌ عربيّةٌ وإقليميّةٌ ودوليّة. منذ مئة سنةٍ والعروضُ الجِديّةُ تتوالى: مع سقوطِ السلطنةِ العثمانيّة، مع انقضاء الانتداب الفرنسيِّ، مع نشوءِ دولةِ إسرائيل، مع مفاوضاتِ السلامِ العربيّ/الإسرائيليّ، مع "حربِ السنتين"، مع الثوراتِ العربيّة، مع الهلالِ الشيعيّ، وأخيرًا مع "صفقةِ القرن".جميعُ العارضين كانوا، ولا يزالون، قادرين على ضمانِ وجودٍ مسيحيِّ مستقِل في إطارٍ دستوريٍّ لبنانيٍّ آخَر وفي ظلِّ تحالفاتٍ إقليميّةٍ أخرى. وجُزءٌ من الحروبِ التي شُنَّت على المسيحيّين كان عقاباً على رفضِهم الانضمامَ إلى مشروعِ الأقليّات بقيادةِ سوريا العلويّةِ تارةً ودولةِ إسرائيل طورًا وبقيادة إيران اليوم. مكوّناتٌ لبنانيّةٌ أخرى راقها المشروعُ وتَنتظر في ظلالِ القرارِ الدولي 1701 نتيجةَ التنافسِ بين إسرائيل وإيران - لا مع سوريا هذه المرة - لمعرفةِ لمن يُعقَدُ لواءُ القيادة. لربّما كانت قيادتُه ثنائيّة. من جهتِنا لا نَتبعُ أحدًا.ابتَهج المسيحيّون بدولةِ "لبنان الكبير". تولّوا رئاسةَ جُمهوريّـتِـها وشَغَلوا فيها مراكزَ أساسيّةً في القضاءِ والأمنِ والجيشِ والماليّة. توهّموا أنّها حالةٌ أبديّة. لكنّهم لاحقًا دفعوا ثمنَ هذا الخِيارِ الصحيحِ أكّاديميًّا والمتعثِّرِ واقعيًّا، ففَقدوا مجموعةَ مناصبَ، وما بقي منها فَقدَ صلاحيّاتِه وتأثيرَه. ورغم ذلك، لا يزال شركاؤهم يَحاسِبون عمدًا مسيحيّي لبنان كأنّهم حُكّامُ لبنان الأوْحدون، ومُهيْمِنون على المناصبِ والمؤسّساتِ، لكي يتمَّ أيُ تعديلٍ دستوريٍّ مستقبليٍّ على حسابِهم فيُقدِّموا هم، لا سِواهُم، مزيدًا من التنازلات.توَلَّعَ المسيحيّون بخِيارِ الشراكةِ المسيحيّةِ/الإسلاميّةِ من منطلَقِ التواصلِ الحضاريِّ لا مع المسلمين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم