ستة أشهر على ظهور الوباء: أنقذوا الأرواح بلا لقاح... واكتشاف فيروس في خنازير بالصين أكثر عدوى للبشر

انقلب العالم وتغيرت الحياة مع اجتياح وباء كورونا كل الدول. وبعد ستة أشهر على انتشار الوباء لم يكن أحداً بيننا في امكانه تخيّل كيف سينقلب عالمنا وحياتنا جراء هذا الفيروس الجديد وفق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدانوم غيبريسوس الذي حذر من أن وباء كوفيد-19 "أبعد ما يكون من نهايته"، فيما دعت المنظمة العالم إلى التصرف بدءاً من الآن من دون انتظار لقاح. وبينما تستعد دول عدة لموجة ثانية من الفيروس، أفادت دراسة بأن فيروسا جديدا من فيروسات الإنفلونزا اكتُشف في خنازير بالصين أصبح أكثر عدوى للبشر ويجب مراقبته عن كثب خشية أن يتحول إلى "فيروس وبائي" محتمل. وقد أظهرت الورقة المنشورة في دورية أميركية أن فريقا من الباحثين الصينيين درس فيروسات الإنفلونزا المكتشفة في الخنازير بين عامي 2011 و2018 ورصد فيروس جي4 وهو من سلالة فيروس إتش1إن1 "وفيه كل السمات المميزة الضرورية لفيروس وبائي مرشح".

وفي مرور ستة أشهر على وباء كورونا صرح غيبريسوس في مؤتمر صحافي عبر الانترنت قائلاً، "نريد جميعاً أن ينتهي الوباء. لكن الواقع الصعب هو أن الأمر أبعد ما يكون من نهايته" مكرراً أن الوباء "يتسارع" في الوقت الجاري. وأشار إلى أن لقاحاً سيكون "أداة مهمة" للسيطرة على الفيروس على المدى الطويل داعياً الحكومات والمواطنين إلى وضع "حلول بسيطة" بهدف "إنقاذ الأرواح الآن". ودعا الحكومات إلى "إجراء فحوص وتعقّب وعزل وفرض حجر صحي على المصابين"، طالباً من الأشخاص احترام تدابير النظافة ووضع كمامات عندما تكون ضرورية واحترام قواعد التباعد الاجتماعي.

ودعت منظمة الصحة العالمية الى "ترقب الأسوأ" في ظل غياب التضامن الدولي، معلنةً أنها سترسل فريقاً إلى الصين لتحديد مصدر الفيروس. وقال غيبريسوس إننا "سنتمكن من محاربة الفيروس في شكل أفضل عندما نعرف كل شيء عنه، بما في ذلك كيف بدأ". فيما أثبتت أعمال الباحثين في معهد دراسة الفيروسات في ووهان الصينية أن تسلسل جينات فيروس كورونا المستجدّ مشابه بنسبة 80% لتسلسل جينات السارس الذي تسبب بوباء أيضاً في عامي 2002 و2003، وبنسبة 96% لتسلسل جينات فيروس كورونا الموجود عند الخفافيش.

ويتفق الباحثون على القول إن فيروس كورونا المستجدّ، سارس-كوف-2، نشأ على الأرجح لدى الخفافيش، لكن عدداً من العلماء يعتقدون أنه مرّ عبر فصيل آخر من الحيوانات لا يزال مجهولا قبل أن ينتقل إلى الإنسان.

ويأمل العلماء في العالم وكذلك منظمة الصحة العالمية في العثور على هذه الحلقة المفقودة بهدف فهم أفضل لما حصل، للتمكن من تجنّب تفشي وباء جديد. وإذ أكد غيبريسوس أن "الفيروس يتفشى بطريقة شرسة"، حذّر من أنه في ظل "عالم منقسم" و"نقص في الوحدة الوطنية والتضامن العالمي (...) ترقبوا الأسوأ".

وفي الورقة المنشورة في دورية وقائع الاكاديمية الوطنية للعلوم الأميركية أن فريقا من الباحثين الصينيين درس فيروسات الإنفلونزا المكتشفة في الخنازير بين عامي 2011 و2018 ورصد فيروس جي4 وهو من سلالة فيروس إتش1إن1 "وبه كل السمات المميزة الضرورية لفيروس وبائي مرشح".

وقال الباحثون إن مستويات مرتفعة من الفيروس رُصدت في دماء العاملين في مزارع الخنازير مضيفين أنه يتعين إجراء مراقبة وثيقة على نحو عاجل للتجمعات البشرية خصوصاً العاملين في قطاع تربية الخنازير.

وتسلط الدراسة الضوء على أخطار الفيروسات التي تكسر الحاجز بين الأنواع وتنتقل إلى الإنسان لا سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في الصين حيث يعيش الملايين على مقربة من المزارع ومنشآت تربية الحيوانات والمسالخ والأسواق الرطبة. وقال كارل بيرجستروم، وهو عالم أحياء في جامعة واشنطن، إن الفيروس الجديد يمكنه إصابة البشر لكن لا يوجد خطر وشيك من جائحة جديدة.

أضاف عبر تويتر بعد نشر الدراسة "لا يوجد دليل على أن جي4 ينتقل بين البشر رغم التعرض بكثافة له لمدة خمس سنوات".