الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل تبقى "الكعكة" خبز الفقير أم تصبح رفاهية غذائية؟!

زياد سامي عيتاني
Bookmark
هل تبقى "الكعكة" خبز الفقير أم تصبح رفاهية غذائية؟!
هل تبقى "الكعكة" خبز الفقير أم تصبح رفاهية غذائية؟!
A+ A-
ذهبية اللون، دائرية الشكل، مرصّعة بحبّات السمسم الألماسي، عابقة برائحة العز والعنفوان، مصنوعة بأياد لم تتلوث بالفساد ولا التلوث، ترمز إلى الأصالة والتاريخ، تختزل حقبات من زمن مضى، مرتبطة بذاكرة وطنية، تعود إلى زمن الإستقلال، حطمت كل أشكال الطبقية والتمايز الإجتماعي، تحولت إلى رمز للعدالة الإجتماعية، شاهدة على سقوط الإمتيازات والفوارق...ليست جوهرة، ولا حجراً كريماً، ولا قطعة نفيسة، ولا أيقونة نادرة، ولا تاجاً ملكياً معلقاً في متحف منسي؛ بل هي ببساطة "كعكة أبو علي" التي تفوقت على كل الساسة بأنها تمكنت من أن توحد اللبنانيين، كل اللبنانيين بمختلف أطيافهم وطوائفهم وأذواقهم وتأثرهم وتفاعلهم مع كل الحضارات والثقافات المستلبة؛ فجمعتهم موحدين متراصين متحابين على حب الوطن والإنتماء إليه عن طريق الإمعاء المتفوق على العقل؛ حتى صارت "كعكة أبو علي" توازي، لا بل تفوق في دلالتها وقدسيتها عند اللبنانيين "الأرزة" المخلدة لفكرة لبنان الوطن، الذي لم يُبنَ بعد!الحديث عن "كعكة أبو علي" ليس لمناسبة دخولها موسوعة "غينيس" على غرار "الحمص" و"التبولة" و"الشاورما"، بل لمناسبة الإنهيار الإقتصادي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم