الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"كتلة المستقبل": لقاء بعبدا الأخير لا يرقى الى مستوى التحديات النقدية والمعيشية والاقتصادية

المصدر: "النهار"
"كتلة المستقبل": لقاء بعبدا الأخير لا يرقى الى مستوى التحديات النقدية والمعيشية والاقتصادية
"كتلة المستقبل": لقاء بعبدا الأخير لا يرقى الى مستوى التحديات النقدية والمعيشية والاقتصادية
A+ A-

 توقفت "كتلة المستقبل"  عند المعلومات المتعلقة بانفجار صاروخ اثناء زيارة الرئيس سعد الحريري البقاع قبل اسبوعين ، واكدت على وجوب وضع الحادث في الاطار الذي حدده بيان قوى الامن الداخلي والبيان الصادر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري.

وشددت الكتلة على ان التحقيق الذي تجريه الجهات الامنية المختصة يبقى الحد الفاصل بين ما تردد عن محاولة استهداف الموكب وبين الاسباب الفعلية للانفجار ، وناشدت المحازبين والمناصرين وجوب عدم تحميل الحادث أية أحكام مسبقة قبل جلاء نتائج التحقيق ، والتزام جانب الحذر والهدؤ ومقتضيات السلم الأهلي ، والتنبه لما يخطط في بعض الدوائر من محاولات لشحن النفوس وتوسيع نطاق التشنج على غير مستوى وطني وطائفي .

 ولاحظت الكتلة بعد اجتماعها الاسبوعي ان البيان الذي صدر عن لقاء بعبدا الأخير لا يرقى الى مستوى التحديات النقدية والمعيشية والاقتصادية ، وهو بدل ان يتصدى لهذه التحديات ويصارح اللبنانيين بالاسباب العميقة لفشل الحكم والحكومة ، مارس سياسة الهروب الى عناوين سياسية وأمنية ، استحضرت ادوات التهويل بالفتنة والايحاء كما ولو ان البلاد تقف على حافة انفجار أهلي واصطفافات طائفية ومذهبية، يمكن ان تطيح السلم الاهلي بين ساعة واخرى . وقد هال الكتلة ان يضمر البيان السعي الى شيطنة الحراك الشعبي وتحميله مسؤولية الخروج على القانون واثارة النعرات الطائفية ، وتوقفت في هذا المجال عند الكلام المنقول عن رئيس الجمهورية ، وفيه تحذير مباشر من دخول عناصر غريبة على التظاهرات " ترتدي طابع الفرق المتخصصة بالارهاب " ، اضافة لما اعلنه وزير الداخلية عن ان الاحداث في ادلب ستؤدي لقدوم داعش الى لبنان .ومن المستغرب ان تكون هذه المقاربة للحراك الشعبي ، شبيهة بالمقاربات التي اعتمدها النظام السوري مع الثورة السورية واشتغلت على شيطنتها وحرفها عن واقعها السلمي والمدني واغراقها في رمال التطرف والارهاب والصراعات الاهلية ، الأمر الذي لا يستقيم مطلقاً مع الواقع السياسي والشعبي والتوجهات المطلبية التي ينادي بها شباب وشابات لبنان من كل الاطياف وفي كل المناطق . لقد سقط لقاء بعبدا في امتحان التوافق الوطني وعكس حالة الانقسام بين المكونات السياسية الرئيسية وزاد منها بسبب عدم الاعداد اللازم له ، كما قال غبطة البطريرك الراعي في عظته الاخيرة ، بدل ان يشكل مناسبة للتلاقي ومصالحة الدولة مع الرأي العام وتجديد آليات الحوار التي انتهى اليها اعلان بعبدا في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان . واذا كان تغييب اتفاق الطائف عن اللقاء والبيان والكلمات التي القيت ، نقطة تضاف الى عناصر السقوط ، فان الكتلة تنبه من التمادي في تغييب المشكلات الحقيقية واولويات التصدي للشأن الاجتماعي ومواجهة الانهيار النقدي ، بالهروب الى جدول أعمال سياسي لا يقف عند حدود المغامرة في تعديل الدستور والعودة بعقارب الساعة الى الوراء .

و اذ ناشدت الكتلة اللبنانيين ، رغم قساوة الاوضاع المعيشية والاهانات التي تلحق بهم جراء الوقوف في طوابير البحث عن ربطة خبز او قارورة غاز او صفيحة مازوت،التوقف عن قطع الطرقات الرئيسية وعدم اعطاء الذرائع لأي شخص او جهة للتحريض والتلويح بضرب السلم الاهلي . والقيادات السياسية والحزبية والسلطات المعنية، الى التعامل مع صرخات المواطنين ووجعهم الاجتماعي والمعيشي بروحية المسؤولية حذرت الكتلة العهد الحكومة من مغبة التغاضي عن أزمة انفلات سعر صرف الدولار الاميركي معتبرة ان البلاد و الأوضاع ،في حال لم تعالج هذه الأزمة ،متجهة نحو انفجار شعبي اجتماعي لا تحمد عقباه نعرف بدايته لكن لا احد يعرف أين ينتهي.

 واعتبرت الكتلة أن  الإشكال الذي تسبب به احد القضاة حول تصريحات السفيرة الاميركية، محاولة غير موفقة لزج القضاء مجددا في ملفات ليست من اختصاصه ، وتدبيراً شعبوياً يفتقر الى ابسط شروط التعامل مع السلك الدبلوماسي الاجنبي ، ومع الدور الذي تضطلع به المؤسسات الاعلامية اللبنانية في نقل آراء كافة الجهات المعنية بقضايا لبنان والمنطقة، منوهة في هذا الشأن بالاجراء الذي اتخذه مجلس القضاء الاعلى ، سيما وإن استخدام القضاء من اي طرف او قاضٍ في تصفية الحسابات السياسية يشكل ذروة الاستهتار بالدستور والقانون والمصالح العليا للدولة ويقدم الى العالم صورة مشوهة عن عدالة لا تليق بلبنان وشعبه وتاريخه المميز في الحريات الاعلامية .

 ولفتت إلى أن الكتلة تتابع بقلق شديد التطورات الحاصلة في قرية الطفيل اللبنانية الحدودية، بعد ما نشره الإعلام عن عمليات جرف للأراضي الزراعية في سياق ما يبدو أنه مخطط أسود للتهجير من ضمن مخططات التغيير الديموغرافي، وتستغرب صمت العهد والحكومة عن هذه الجريمة المتجددة التي تُرتكب بحق الطفيل وأهلها وعدم الدفاع عن كرامتهم كمواطنين لبنانيين باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من الكرامة الوطنية.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم