لحرب ليبيا أسباب منها نفطها واحتياطيّها المالي

يتساءل كثيرون في العالم العربي والعالم الأوسع عن أسباب اهتمام قوى إقليميّة مُهمّة وقوى دوليّة كبرى وعُظمى بما يجري في ليبيا بعدما أسقطت ثورة شعبيّة جماهيريّة (الراحل) العقيد معمّر القذافي بمساعدة عسكريّة مباشرة مُعظمها جوّي من حلف شمال الأطلسي غطّاها دوليّاً مجلس الأمن في حينه بموافقة الدول الخمس ذات العضوية الدائمة فيه، كما عن أسباب صراعها فيها وعليها بواسطة شعبها المُنقسم. الجواب عن تساؤل كهذا هو: حقيقة ليبيا. فهي دولة مساحتها ضعف مساحة جارتها مصر، وعدد سكّانها قليل يُقارب عدد سكّان لبنان رغم غياب أي إحصاء رسمي لبناني يُوثِّق هذا الرقم، وغنيّة جدّاً بنفط نوعيّته مُمتازة واستخراجه قليل الكلفة والصعوبات وكذلك بالغاز. وتُقدّر الجهات العلميّة المُتخصَّصة حجم هذه الثروة النفطيّة بربع الثروة النفطيّة للمملكة العربيّة السعوديّة. ومستوى الدخل الفردي السنوي للمواطن الليبي لا تُمكن مُقارنته بمستوى دخل المواطن السعودي بسبب تفاوت الثروتين النفطيّتين للدولتين. لكنّه يُساوي قطعاً مستوى دخل الفرد سنويّاً في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة وفي قطر الغنيّتين بالنفط والغاز. وتُصدِّر ليبيا نفطها من مناطق جغرافيّة ثلاث: مليون ومئة ألف برميل يوميّاً من شرقها، و600 ألف برميل يوميّاً من وسطها، و300 ألف برميل يوميّاً من طرابلس الغرب ومنطقتها. كما أن لليبيا احتياطاً ماليّاً وبالدولار الأميركي يُقدَّر بنحو 170 مليار دولار. ويعني هذا الرقم أن عمليّة إعادة الإعمار في ليبيا لن تكون مشكلة مُعقّدة أو مُستحيلة لتعذُّر تمويلها كما هي حال سوريا مثلاً...