الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

جمالية الملمح الصامت في أعمال فنية\r\n\r\nقراءة لأعمال التشكيلي حمود خليف

المصدر: النهار
لحسن ملواني - المغرب
جمالية الملمح الصامت في أعمال فنية\r\n\r\nقراءة لأعمال التشكيلي حمود خليف
جمالية الملمح الصامت في أعمال فنية\r\n\r\nقراءة لأعمال التشكيلي حمود خليف
A+ A-

فنان من دولة العراق، شاءت الأقدار أن يقيم في المغرب مواصلاً مشواره الإبداعي في المجال التشكيلي، كان عضوا سابقا في نقابة الصحافيين العراقيين بصفة رسام للبوستر والكاريكتير، مدرساً لحصص في الرسم والتربية الفنية، شارك في عدة معارض داخل وخارج البلاد، اعتمد المدرسة الواقعية باعتبار انها تنقل الواقع كما هو بلا إضافات ولا رتوشات خاصة.

والمشاهد لكثير من أعماله الفنية يلاحظ فيها هوسه بنقل المعمار المغربي وغيره بريشة الفنان الذي يأسره المنظر فيجد ويجتهد بنقله محافظا على تفاصيله الدقيقة بمحيطه بكل ما يحمله من مفردات بأحجامها الحقيقية، وهو بهذا يجسد نموذجاً للمدرسة الواقعية التي تحاول أن تكون أمينة في نقل المعطيات من فضاءاتها بدون إضافات تخييلية.

لوحاته تذكرنا بمبدعين عراقيين ومغاربة ساروا على نفس الاتجاه ومنهم، محمد بوصابون، وحليمة والفراتي، وحسن بنطرشة.

فالمعمار والطبيعة المحيطة به موضوع كثير الحضور في لوحات هذا المبدع الذي يترك للمرسوم فرصةَ مُباشرةِ المشاهد بدون البحث عن الإضافات التي قد تعمق وقد تبلبل الرؤية بحثا عن الدلالة الكامنة.

حمود خليف اختار المدرسة الواقعية باعتبارها المدرسة التي تعتبر مِحَكّا لقدرة الفنان على المحاكاة ورسم المرئي كما هو، فالنقل عكس ما يبدو للبعض أعقد وأصعب من إبداعات تشكيلية موهمة بحملها لدلالات معينة في الوقت الذي تُبنى على العشوائية في الشكل واللون والخطوط.

وأعتقد أن أصل الانخراط الجيد في كل الاتجاهات والمدارس التشكيلية أساسه المدرسة الواقعية التي تعلمنا رسم الأشياء بمقاساتها وألوانها الدقيقة. وكثير من الفنانين الكبار عرفوا بانتمائهم إلى هاته المدرسة قبل أن يعرجوا عنها إلى غيرها من الاتجاهات الفنية كالتعبيرية والتجريبية والرمزية. والحال أن الفنان حمود خليف له مساهمات في التشكيل رسماً وتشكيلاً للملامح التي من شأنها أن تعبر عن رؤاه ومواقفه إزاء العالم، وبأسلوب واقعي دقيق.

في أعماله الفنية شموخ الصوامع والمآذن بقامتها الممتدة نحو السماء، وفيها تبدو مناعة جدران القلاع والبساتين الجميلة، وفيها ينبسط الشارع والبحر والطريق بما تحمله من ذكريات وتأملات وسحر المشاهدة.

يختار المفردة، فيقدمها بفنية الأمين في نقل الملمح كما هو ليستمتع به غيره كما استمتع به، والمبدع يقاسم غيره ما يرى فيه الجمال الممتع. وهو إلى جانب ذلك يخدم الجانب التوثيقي للتراث عبر أعمال ينبغي أن تحتضنها المتاحف لجانبها التأريخي بفنية التشكيل.

حمود خليف راسخ القدم في المجال الفني التشكيلي اختط لنفسه طريق العاشق للمعمار وللطبيعة بوجهها المعبر عن آلاف الأسرار موظفاً مهارته وموهبته التي حباها الله بها ليساهم في النهضة الفنية ببلده وبالمغرب وكل الوطن العربي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم