الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

انتظَروا "جيشَ قيصر" فأتاهُم قانونُه

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
انتظَروا "جيشَ قيصر" فأتاهُم قانونُه
انتظَروا "جيشَ قيصر" فأتاهُم قانونُه
A+ A-
تَتّجهُ الولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّة إلى ربطِ مساعدةِ لبنان بتغييرِ المنظومةِ السياسيّةِ، وإلى الـمُواءَمةِ بين تغييرِ الحكمِ اللبنانيّ وتغييرِ النظامِ السوري. يَندرجُ هذا المنحى الجديد في إطارِ سياسةِ واشنطن الراميةِ إلى ضربِ قواعدِ النفوذِ الإيرانيِّ في مختلَفِ دولِ المشرِق، ولبنان ضِمنًا. لغايةِ تأليفِ حكومةِ "أيها اللبنانيّون" (كلَّ يومٍ رسالة)، كانت واشنطن تَرهَنُ المساعداتِ بالإصلاحِ فقط، لكنّها اكتشفَت، بالدليلِ القاطِع، أن لا إصلاحَ ممكنًا في لبنان مع هذه المنظومة، فقرّرت الذَهابَ إلى أصلِ البَلاء. وإذا كانت الدولُ الغربيّةُ تُقنِّنُ انتقادَ الحكومةِ اللبنانيّة، فليس دليلَ رِضى عنها، بل لأنّها لا تَعتبرُها مصدرَ القرار، فتَرأفُ بنقْدِها.فيما غالِبيّةُ اللبنانيّين تريد الإصلاحَ ورحيلَ هذه المنظومةِ بَدءًا بالحكومةِ، جميعُهم يسألون: أنّى لأميركا أن تُطيحَ هذه المنظومةَ عن بُعد؟ بقمرٍ اصطناعيٍّ؟ بطائرةٍ من دون ِطيّار؟ بسلاحِ التويتر والفايسبوك؟ بالعقوباتِ و"قانونِ قيصر"؟ ما تَطرحُه أميركا يَحمِل أخطارَ حربٍ، فأين جيوشُها؟ اللهمَّ إلَّا إذا كانت لا تُبالي بنشوبِ حربٍ أهليّةٍ جيوشُها المكوّناتُ اللبنانيّة. في الحالتين، طرحُها هو أقصرُ طريقٍ إلى الانهيارِ التامّ. يكفي أميركا وَضعُ خططٍ كبيرةٍ بوسائلَ تنفيذيّةٍ صغيرة. وتَكفيها معالجةُ قضايا طارئةٍ بأدويةٍ مفعولُها متأخرٌ. اللبنانيّون لا يَحتَمِلون أن يَصعَدوا جبالَ "إڤِـرِسْت" بدرّاجةٍ هوائيّة: يموتون ولا يصِلون.تعوِّلُ واشنطن على "الحروبِ الاقتصاديّةِ" التي بدأتْها في الثمانيناتِ على إيران، وفي التسعيناتِ على العراق، وفي الألفيّةِ الثانيةِ على سوريا، وأخيرًا على حزبِ الله ـــ واستطرادًا على الحكم اللبناني ـــ فارتدّت على كلِّ لبنان. توصّلت واشنطن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم