الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

العلاج البريطاني لكورونا: تشكيك أميركي وإشادة من منظّمة الصحّة العالميّة بـ"اختراق"

العلاج البريطاني لكورونا: تشكيك أميركي وإشادة من منظّمة الصحّة العالميّة بـ"اختراق"
العلاج البريطاني لكورونا: تشكيك أميركي وإشادة من منظّمة الصحّة العالميّة بـ"اختراق"
A+ A-

أثار تقرير صدر الثلثاء عن علاج فعال لفيروس كورونا المستجد شكوك الأطباء الأميركيين وتفاؤلهم في الوقت نفسه، إذ قالوا إن سحب دراسة مؤثرة عن المرض الناجم عن الفيروس أخيراً جعلهم يريدون الاطلاع على مزيد من البيانات.

أدت الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى علاج أو لقاح، إلى التعجيل في نشر نتائج الدراسات التي تُجرى على الفيروس، الأمر الذي يثير الارتباك في شأن ما إذا كانت هذه العلاجات قد ثبُتت فاعليتها. وسحبت دورية "لانسيت" الطبية البريطانية المرموقة دراسة مؤثرة عن المرض هذا الشهر لأسباب تتعلق بالبيانات.

وأفاد باحثون في بريطانيا، أن عقار "ديكساميثازون"، المستخدم في علاج الالتهابات الناجمة عن أمراض أخرى، خفض معدل الوفيات بين مرضى الحالات الحرجة من كوفيد-19 بنحو الثلث، وأنهم سيعملون على نشر التفاصيل الكاملة في أقرب وقت. ولكن بعد بضع ساعات، حذر أكبر مسؤول طبي في كوريا الجنوبية من استخدام هذا الدواء في علاج حالات كوفيد-19 بسبب أعراض جانبية محتملة.

وصرحت مديرة وحدة الرعاية المركزة في المستشفى العام في ماساتشوستس التابع لجامعة هارفرد الطبيبة كاثرين هيبرت: "لُدغنا من قبل، ليس فقط أثناء جائحة فيروس كورونا المستجد ولكن قبلها، من نتائج مثيرة اتضح أنها غير مقنعة عندما أطلعنا على بياناتها". وقالت إن نشر البيانات قد يساعدها على تقويم النتائج وتحديد المرضى الذين يمكن أن يحققوا أعلى استفادة من الدواء فضلاً عن الجرعات المناسبة.

وأضافت: "آمل بشدة أن يكون ذلك حقيقياً لأنها ستكون خطوة كبيرة إلى الأمام في قدرتنا على مساعدة المرضى"، لكنها أشارت إلى أنها لن تغير الممارسات العلاجية في هذه المرحلة.

وحذر الطبيب توماس مكجين نائب كبير الأطباء في نورثويل هيلث، المنظومة الكبرى للرعاية الصحية في نيويورك، من أن الأدوية من عائلة الستيرويدات يمكن أن تثبط الجهاز المناعي. وقال لـ"رويترز" إن الأطباء يستخدمون الستيرويدات بحسب كل حالة على حدة. ولاحظ أنه "يجب أن نرى كيف ستبدو الدراسة (في آخر الأمر) نظراً إلى نمط السحب (الدراسات) السائد حالياً... أنتظر رؤية البيانات الحقيقية وما إذا كانت ستخضع لمراجعة النظراء وتجد طريقها الى النشر في دورية حقيقية".

وحض الأستاذ في جامعة واشنطن الطبيب مارك ورفيل، الباحثين على عرض البيانات قبل النشر الرسمي. وقال: "سيكون ذلك مفيداً جداً في مساعدتنا على مقارنة مرضانا بمرضاهم وتحديد ما إذا كان الدواء ملائماً لاستخدامه على المرضى".

"اختراق علمي"

لكن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس رأى أن الدواء البريطاني هو العلاج الأول المثبت يقلل الوفيات في صفوف مرضى كوفيد-19 ممن يتنفسون بواسطة قوارير الأوكسيجين أو أجهزة التنفس الاصطناعي.

والثلثاء، تعززت الآمال في التوصل إلى علاج لكورونا متاح على نطاق واسع وغير مكلف، مع إعلان باحثين بريطانيين أن عقار "ديكساميثازون" الستيرويدي قادرٌ على إنقاذ أرواح ثلث المصابين بكوفيد-19 الذين يعانون الأعراض الأكثر خطورة.

واختبر باحثون يقودهم فريق من جامعة أوكسفورد، العقار على أكثر من ألفي مريض يعانون أعراضاً خطيرة. وقال أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في قسم الطب بجامعة أوكسفورد بيتر هوربي، إنّ "ديكساميثازون هو الدواء الأول الذي يظهر تحسناً في البقاء على قيد الحياة لدى مرضى كورونا. هذه نتيجة جيّدة جداً". ولفت إلى أن ديكساميثازون غير مكلف ويباع دون وصفة طبية ويمكن استخدامه فوراً لإنقاذ الأرواح في أنحاء العالم. وسرعان ما أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أن المملكة المتحدة ستباشر فوراً وصف منشّط "ديكساميثازون" لمرضى كوفيد-19.

وحتى مساء الثلثاء ارتفع عدد المصابين بكورونا حول العالم إلى 8 ملايين و256 ألفاً و257، في حين سجلت 445 ألفاً و937 وفاة، وتعافى أكثر من أربعة ملايين مصاب، استناداً إلى موقع "ورلد ميتر" المختص برصد ضحايا الفيروس الذي ظهر للمرة الأولى في الصين في كانون الأول من العام الماضي.

بؤرة جديدة في بيجينغ

في غضون ذلك، أعلنت سلطات مدينة بيجينغ عن 31 إصابة بكورونا الأربعاء، فيما حض مسؤولون السكان على عدم مغادرة العاصمة الصينية وسط مخاوف من موجة ثانية من الاصابات في الصين، التي تمكنت الى حد كبير من السيطرة على الوباء. وتجري السلطات فحوصاً واسعة النطاق على عشرات الآلاف من الاشخاص الذين لهم صلة بالبؤرة الجديدة، التي يعتقد انها سوق تشينفادي للمواد الغذائية بالجملة، في حين وضعت نحو 30 مجمعاً سكنياً قيد الحجر الصحي. وألغيت 1255 رحلة على الأقل الأربعاء، كما أوردت صحيفة "الشعب" الصينية، أي نحو 70 في المئة من كل الرحلات، من مطاري العاصمة وإليهما.

وأفاد موقع متابعة حركة الطيران "فاري فلايت"، أن نحو ثلثي الرحلات الآتية الى الصين وأكثر من نصف الرحلات من مطار بيجينغ الدولي ألغيت الاربعاء، فيما الغيت ثلاثة أرباع الرحلات المغادرة وأكثر من ثلثي الرحلات الآتية في مطار داشينغ الدولي. وأرغم الانتشار الجديد للوباء السلطات على فرض حظر السفر على سكان "مناطق تعتبر فيها المخاطر متوسطة الى عالية"، فيما طلبت من سكان آخرين اجراء فحوص كشف الفيروس، كي يتمكنوا من مغادرة العاصمة.

في هذا الوقت تفرض مقاطعات عدة حجراً صحياً على الوافدين من بيجينغ، فيما أمرت المدارس باقفال أبوابها مجدداً والعودة الى التعليم عبر الانترنت. وكان الناطق باسم بلدية بيجينغ تشو هيجيان حذر الثلثاء، من أن الوضع الوبائي في العاصمة "خطير جداً".

وأقفل مسؤولون 11 سوقاً وعقموا آلاف المحال المرتبطة بتقديم الطعام والمشروبات بعد رصد الإصابات الجديدة.

وأحصت المدينة 137 إصابة جديدة في الأيام الستة الأخيرة مع ست حالات لا تظهر عليها أية أعراض وثلاث حالات مشتبه فيها الثلثاء، كما أعلنت لجنة الصحة في المدينة. وأمس، تحدثت السلطات الوطنية أيضاً عن حالتين، إحداهما في مقاطعة خبي المجاورة والأخرى في شيجيانغ، فيما هناك 11 حالة بين وافدين. وحظرت السلطات النشاطات الرياضية الجماعية، وأمرت السكان بوضع الكمامات في الأماكن المغلقة، وعلقت الجولات بين المقاطعات لوقف انتشار الفيروس. وتلقت الحانات في منطقة سانليتون أوامر بالاقفال. وكشف مسؤولون أنه منذ 30 أيار، زار أكثر من 20 ألف شخص سوق تشينفادي، الذي يؤمن أكثر من 70 في المئة من الخضار والفاكهة لبيجينغ. وأجريت فحوص على أكثر من ثمانية آلاف عامل ووضعوا قيد الحجر الصحي. وقبل أن ترصد هذه البؤرة الجديدة، كان معظم الحالات المسجلة في الصين أخيراً لرعايا عائدين من الخارج. وخلال الأشهر الأخيرة، خفّفت الصين معظم التدابير التي اتّخذتها لاحتواء الفيروس، بينما اعتبرت الحكومة أنّها انتصرت على الوباء الذي ظهر في مدينة ووهان بوسط البلاد أواخر العام الماضي.  

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم