الروبوتات... من حليف في الأزمة الصحية إلى خصم لدود للعمّال

صيحات

لا شك بأنّ الروبوتات ساهمت بشكل كبير في التخفيف من انتشار فيروس كورونا المستجد، إذ على سبيل المثال تقوم ذراع متحركة بتقديم الشراب في حانة في إشبيلية فيما يقيس روبوت على شكل إنسان الحرارة ويوجه المرضى في مستشفى انتويرب (انفير) الجامعي، ويوزع روبوت على شكل كلب المعقمات في مركز تجاري في بانكوك، وتنقل حاوية مبردة مسيّرة عن بعد مشتريات عائلة في واشنطن.

والحقيقة أنّها ليست المرة الأولى التي تثبت فيها الروبوتات أنّها قادرة على أن تكون حليفاً للإنسان قادراً على مساعدته وحمايته في الكثير من الأمور، إذ كان الروبوت كولوسوس قد اعتُمد منذ سنوات كعنصر أساسي في فرق الإطفاء في باريس ومرسيليا لقدرته على المخاطرة بشكل أكبر من الإنسان في الحرائق الكبيرة، لكن من جهة أخرى يرى البعض أنّ الروبوت قد يتحول سريعاً من منقذ للنشاط التجاري والصناعي إلى مدمر لفرص العمل.

وفي هذا يقول مارك مورو من مركز بروكينغز للأبحاث في واشنطن: "الركود المتفاقم قد يؤدي إلى الاتكال بشكل كبير على المكننة والأتمتة". بدوره يقول كارل فريي الباحث في جامعة أكسفورد: "الذين يعتبرون أن الأتمتة لا تلغي فرص عمل في القطاع الصناعي، مخطئون"، حيث يشير إلى أنّ الصين على سبيل المثال تعتمد الأتمتة بشكل سريع مع اعتماد 650 ألف آلة في العام 2018 فيما فقدت 12,5 مليون فرصة عمل في القطاع الإنتاجي بين 2013 و2017، بينما زاد عدد المعترضين على المكننة بشكل كبير، في ظل انتشار كورونا، لزيادة عدد الروبوتات بنسب ضخمة.

ويضيف كارل فريي: "عبر التاريخ، سمح التقدم التكنولوجي باستحداث فرص عمل كثيرة إلا أن الوظائف التي تتطلب مؤهلات أكبر مهددة من تطور الذكاء الاصطناعي القادر على التصنيف والتقييم والتخطيط.

وعلى الرغم من أنّ دولاً مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة تجمع بين أتمتة واسعة وبطالة متدنية إلا أن كارل فريي يتوقع ارتفاعاً في "القلق من الأتمتة" ما إن تتراجع حدة الوباء الراهن، بينما يرى الباحث البريطاني أنّه من غير المرجح بروز حركة عالمية مناهضة لهذه الآلات لأن الضحايا الرئيسيين سيكونون في المناطق الصناعية التي عانت منذ عقود من تراجع اقتصادي.