الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اللبنانيون ينتظرون "غودو"... و"انسوا الصندوق"

رضوان عقيل
رضوان عقيل
A+ A-

باتت قائع مسرحية "في انتظار غودو" لكاتبها الإيرلندي صموئيل بيكيت تنطبق على يوميات اللبنانيين المعذبين الذين ينتظرون التغيير الذي لن يأتي. ويستمرون في الحلم بتأمين حياة أفضل ولن يستطيعوا تحقيقها بخلاف غالبية شعوب العالم حيث توجد لديها حكومات مسؤولة وساهرة تطبق القوانين وتخضع للمحاسبة وإذا اخطأ أو أخفق اصحابها في تقديم حلول لمشكلات أقل بدرجات من تلك التي يعانيها المواطنون عندنا، يذهب المسؤولون والوزراء في هذه البلدان الى منازلهم واذا كانوا من الفاسدين والسارقين يقبعون في السجون.

صارت الخلافات والمناكفات بين افراد الطبقة السياسية مضرب مثل في المنطقة والعالم، حتى لو كانت على حساب اللبنانيين وأوجاعهم. ولم تعد هناك من قدرة على اخفاء كل هذه العورات والإخفاقات أمام العيون الديبلوماسية الغربية والعربية في بيروت حيال ما آلت اليه الاوضاع المالية والاقتصادية المتدهورة في البلد والمعطوفة على خيارات سياسية تتخذها الحكومة من التعيينات المالية والإدارية الى غيرها من الملفات التي تبقى تحت المجهر الديبلوماسي عند أكثر من عاصمة فضلاً عن بعثات المنظمات الدولية من البنك الدولي الى صندوق النقد الدولي وغيرهما من منظمات على تماس مع الوزارات والإدارات اللبنانية.

وخلصت جهات ديبلوماسية غربية ناشطة إلى أن المنطومة السياسية الموجودة في الحكم باتت غير قادرة أو بالحري ليس في استطاعتها نقل لبنان بسهولة من حالة الانهيار الى الحد الأدنى من مقومات الاستقرار. ولم تكتف بهذا الحكم بل تزيد على ذلك أن اللبنانيين يعيشون في ظل طبقة سياسية قاصرة وفاشلة من الاطراف الموجودين في السلطة أو المعارضة غير القادرة على إنتاج الحلول وهي تتنقل من فشل الى آخر.

وفي التركيز على أداء حكومة الرئيس حسان دياب ثبت لدى هذه الجهات الديبلوماسية أنها لا تستطيع جبه تحديات هذه المرحلة ومن دون أن تتمكن من استيعابها. وتملك جملة من الملاحظات على تعاطي الحكومة في مفاوضاتها مع صندوق النقد جراء عدم توحيد أرقام الخسائر وعدم تثبيت ما تملكه الدولة من احتياط مالي. واذا استمرت الدولة على هذا المنوال "انسوا الصندوق". ومن المفارقات ان البعثات الديبلوماسية، ولا سيما الاوروبية منها اضافة الى السفارة الاميركية، كانت قد عاينت الاسماء التي حلت في التعيينات المالية و"كانت محبطة". ولم تر في أكثر اصحابها القدرات الباهرة في هذا الحقل ومن دون تعميم هذا الحكم. ويتناول سفير أوروبي هنا اسم محمد البعاصيري بقوله: "ما هي الموانع التي كانت تحول أو تمنع تعيين الرجل في نيابة حاكم مصرف لبنان أو على رأس لجنة الرقابة على المصارف حتى لو كانت له صلات بالاميركيين الذين يعرفون سير الحلقلة المالية في البلد. وأنتم في لبنان تعرفون موقع دولتهم في العالم وتأثيرها على بلدان العالم. وان تعيينه لا يعد استسلاماً للبنان". وتصوب الملاحظات هنا على دياب الذي سبب صدمة لأكثر من ديبلوماسي ولا سيما بعد دخوله ومشاركته في لعبة بازار التعيينات مثل سائر الاطراف حيث لم يستطع تمييز نفسه عن الآخرين في هذه اللعبة. ومن المفارقة هنا أن سفيراً يتساءل عن تمسكه باسم مستشارته السيدة بترا خوري حيث عمل جاهداً على تعيينها محافظاً لبيروت ولم يفلح وعندما لم يقدر على تسويقها سلك الاسلوب نفسه في محافظة كسروان- جبيل المستحدثة. ولا تعني هذه الانتقادات في نظر العيون الديبلوماسية ان لا ملاحظات على الرئيس سعد الحريري او الذين سبقوه وحلوا في السرايا.

والحكومة في الكثير من الأماكن لا تتقن فن تحقيق مصالحها على الرغم من الضغوط الملقاة على عاتقها، وان الامور في نظر هذه الجهات الديبلوماسية ستتدهور أكثر كلما اتسعت مساحة الجوع والفقر في لبنان الذي تعانيه أعداد كبيرة من عائلاته. واذا تدهور سعر الليرة أكثر امام الدولار فسيشهد الشارع حالات من الفوضى "وتذكروا أن الراتب الشهري للموظف في فنزويلا أصبح في حدود الـ 6 دولارات". وتبقى نصيحة سفير بعدم نقل تجربة كاراكاس الى بيروت ولا سيما مع سطوع نجم قانون "قيصر" الأميركي حيال سوريا والذي لن يسلم لبنان منه إذا لم تتخذ جملة من الاحتياطات اللبنانية.

[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم