جبيل المنذورة للفرح تحتضن بالشعر والثقافة مهرجان عيد الأبجدية الشعري الأول

حيث أشرقت شمس الأبجدية على شعوب الارض في بيبلوس-جبيل، كان مهرجان الأبجدية الشعري الاول. والحروف الاولى التي انطلقت الى العالم، عادت بالأمس على شكل قصائد شعرية لشاعرات وشعراء من العالم العربي تمجد الله والوطن والحب والجمال. وتحولت ابجدية احيرام ابجدية محبة وحوار في كتاب السلام إرادته جبيل "حورية البحر المتوسط، العروس المغسولة بالضوء وماء الحب المضمخة بعبير الأرز".


المهرجان دعا اليه المجلس الثقافي في بلاد جبيل مع التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث، في منتجع الاوريزون في حبوب جبيل، ورعاه حاضراً رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، هو الذي يعشق الأدب والشعر، وكان يحضر ليصدر كتاباً بعد انتهاء مهماته قائداً للجيش، قبل ان ينتخب رئيساً للجمهورية. وفي مهرجان امس منح الرئيس سليمان المجلس الثقافي بشخص رئيسه الشاعر أنطوان رعد وسام الأرز الوطني، وقدم له المجلس والتجمع درعا تذكارية وكذلك لوزيري الثقافة روني عريجي والسياحة ميشال فرعون. وكان الرئيس بدأ كلمته متحديا الإرهاب الذي لن يخيف جيشنا وطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء من الجيش.
الاحتفال قدمه توفيق صفير، قائلا "أتيتم عيد الأبجدية الذي حول الحروف كلمات"، واعتبره فتحاً سلمياً قرّب بين الشعوب وفتح باب الحوار.
كلمة المجلس الثقافي ألقاها الرئيس السابق الدكتور نوفل نوفل، واعتبر ان من يصنع التاريخ يصنع المستقبل، ودعا أبناء البلد للمحافظة على رسالته، واعتبر ان المجلس الثقافي سيبقى ثورة الوطن وسوار الأمة، و"مدينتنا تنحني امام الشعر وعظمة الإبداع"، وتحدث عن الشعراء راسمي معالم الجمال، معتبراً ان اثنين يبنيان الأوطان، "قائد ناجح وشاعر ساحر".
الى كلمة رئيس بلدية جبيل زياد حواط، فقال ان جبيل مدينة منذورة للفرح كونها تحتفل بالحياة على مدار السنة شعرا وموسيقى وغناء ورقصاً وفنوناً تشكيلية وحضارة وانماء، وهي أهدت الى العالم لغة التواصل والحوار بين الشعوب من خلال ابجدية احيرام. واعتبر ان عيد الأبجدية ليس عيد الحرف بل عيد الانسان، وعاهد الحضور "ان نبقى أوفياء لوهج المدينة الحضاري وألقها التاريخي".
الأب الروحي لعيد الأبجدية النائب نعمة الله ابي نصر ألقى كلمة وقال: "سنة بعد سنة يترسخ عيد الأبجدية عيد الحرف المكتوب والمنطوق الذي دخل روزنامة الأعياد"، واعتبر اننا "بتكريم الأبجدية نكرم اولاً الحضارة الفينيقية الام، جبيل مدينة الحرف، الذي أطلق شهرتها في العالم القديم جاعلاً منها اول مدينة معولمة في عصرها". وقال ان عيد الأبجدية يحفزنا لنطالب الحكومة اللبنانية والقيمين على التعليم الجامعي بأن يؤسسوا معهداً للغات والحضارات يعيد استخراج كنوزنا المشرقية ويؤسس لدور نهضوي في مستقبل هذا المشرق، الذي خاطبه الله باللغة.
وألقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان كلمة أكد فيها دور رجال الدين والمرجعيات في الشرح والتوجيه وتحريم ثقافة الموت (نص الكلمة ص 5).
وكانت قصائد للشاعر الأردني حيدر محمود الذي لم يتمكن من الحضور، فألقى بعضها توفيق صفير، الى قصائد لكل من الشاعر العراقي حميد سعيد، ومليكة العاصمي من المغرب، وسهام الشعشاع من سوريا، وفؤاد طمان من مصر والمنصف المزغني من تونس والدكتورة حنين عمر من الجزائر، وانطوان رعد من لبنان.
وختاماً كلمة التجمع الوطني ألقاها رئيسه أنطوان ابو جودة، وقال: "اذا كانت الأبجدية اعظم هدية أهداها الانسان لنفسه، فالشعر اعظم هدية أهداها الله للإنسان".


roula.mouawad@annahar.com.lb