أيّ تأثير لجائحة "كورونا" على الشعبويّة؟

ماذا يقول فوكوياما؟في العدد الحاليّ من "فورين أفّيرز"، استفاض العالم السياسيّ الشهير فرنسيس فوكوياما في شرح تداعيات كورونا على النظام العالميّ. بدا فوكوياما متشائماً من المسار العام، كاتباً أنّ هذا النوع من الشعور "سهل التخيّل". فالتعصّب القوميّ والهجوم على النظام العالميّ الليبيراليّ تصاعدا طوال سنوات، وهما سيتسارعان بفعل الجائحة. وعوضاً عن تكاتفها، انطوت الدول على نفسها فيما سعى مسؤولون إلى استغلال الأزمة لتوسيع صلاحيّاتهم.توقّع فوكوياما، صاحب مؤلّفات عدّة أشهرها كتاب "نهاية التاريخ والإنسان الأخير"، أن تكون الاضطرابات الداخليّة أكثر من الاضطرابات الدوليّة لأنّ الأسلحة النوويّة تردع إلى حدّ كبير اندلاع حرب عالميّة. وغالباً ما جعلت الحكومات أزماتها أكثر سوءاً عبر تقويض التجانس الاجتماعيّ أو عبر افتقارها للكفاءة. ومع ازدياد المهمّشين والهجرة من الجنوب إلى الشمال، ستتعاظم الكراهية الاجتماعيّة مع استغلال الديماغوجيّين والفاسدين للمشاكل من أجل السرقة والمصالح السلطويّة. ويذكّر العالِم قرّاءه بأنّ الجوائح السابقة عزّزت الرؤى الأبوكاليبتية وبروز معتقدات تمحورت حول المخاوف المتطرّفة. لم يترك فوكوياما المستقبل قاتماً بكلّيّته. فالحرب العالميّة الأولى أطلقت الفاشيّة وأزمة الكساد الكبير وويلات أخرى. لكنّها إلى جانب كلّ ذلك أعادت تنشيط الديموقراطيّة الليبيراليّة وحفّزت إصلاحات هيكليّة طال انتظارها كما حدث في الولايات المتّحدة. ويركّز تحديداً على إمكانيّة إفساح كورونا المجال أمام أصحاب...