السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

جنازة لوطن صغير هو الحب

المصدر: "النهار"
علاء زريفة
جنازة لوطن صغير هو الحب
جنازة لوطن صغير هو الحب
A+ A-

من يكسر هذا الإسفين؟

من يملأ أقداحي بماء الياسمين؟

من يعيد لي براءتي الأولى؟

أيها الرحيل... هوّن عليك

"ما الوجود إلا خيط وهمي بين عدمين".


***

خلف كواليس الجنازة

ثمة ناجٍ يتفقد حفرتهُ

وراء هذا الخشوع المريض

ثمّة امرأة تتعرى من روحها

وتُصلي لربٍّ أكثر شفقة

ما بين أناي وأناي

يمتد جسر لا متناه من الأضرحة.

***

ماذا بقي من حسنِك؟

وجه أرملة فقدت نصف أبنائها.

ماذا بقي من شمسِك؟

نجم آفل.

ماذا بقي من أرضك؟

أكوام حجارة تذكر بميراث تيمورلنك.

ماذا بقي من فستان عرسِك؟

قطعة قماش تكفنين بها جسد ابنك الشهيد.

ماذا بقي من موتنا؟

صورة بانورامية لدمٍ يسيل في داحس والغبراء،

يد نوح تمتد لتنقذ ولده الغارق في عماء الحرب،

وجه كليب يكتب بكفه الدامي:

لا تصالح.

***

لأنني أحبكِ...

صرت لي أماً تجلس قرب سريري

توسد شعري، تواسي قلقي

تقرأ لي قصة كي أنام

لأنني أكثر من كوني أحبك

حينما غادرت

لم أحمل كل أمتعتي معي

أخذت فقط حاجة المسافر

وشوق الغريب.

***

لأن هذا العصر الجليدي الذي يملأ أديم نفسي

لا يذوب

اختلقت الصيف!

لأن أنفاسك الطاهرة شاركتني غيبوبتي في ذلك الغار

زارني الله، ونطقت بالنبوة!

***

لا تذهب يا بني إلى الموت

فليس هناك سوى الموت!

في الموت

تقرع الطبول، ويعلن النشور

يصعد النذير المنبر،

يسقط الناموس

يطلق العنان لذئب السهوب،

ألا أقتل؛

بسمل بثالوثك المقدس

واقتل.

***

صوت أذان يعلو في أرجاء تورا بورا

يُسمع صداه في أرض الشام

سقوط حر

من عدمية الفراغ - المطهر

الى سدرة المنتهى – الجحيم

لا برد، لا سلام، لا مريدون

عينان تنتحب، رأس تحت المقصلة

ينادي صمت الضجيج الحكيم

أكلتم يوم منحتم أعينكم رياح الخماسين،

أكلتم حين حشرج صهيلكم تحت حد السكين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم