الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل قرار الغاء مفاعيل موسم كرة السلة كان ضروريا؟

نمر جبر
هل قرار الغاء مفاعيل موسم كرة السلة كان ضروريا؟
هل قرار الغاء مفاعيل موسم كرة السلة كان ضروريا؟
A+ A-

كان قرار الاتحاد اللبناني لكرة السلة بإلغاء مفاعيل بطولات موسم 2019 – 2020 متوقعاً لا بل منتظراً، فالظروف التي تمر بها البلاد غير مسبوقة والأزمات المتتالية التي تعصف في جميع القطاعات تنذر بمزيد من الصعوبات والعراقيل في مختلف المرافق الحياتية.

امام هذا الواقع المؤلم والمحزن، خرجت بعض الأصوات لتنتقد قرار الاتحاد وتعتبره محاولة للهروب الى الامام والتنصل من الواجبات وعدم تحمله المسؤولية كاملة. قد يكون هذا الموقف مبررا عند البعض الذي لا يعرف حقيقة الامر وليس على اطلاع على المساعي والجهود التي بذلت والمحاولة التي جرت لإعادة إطلاق عجلة الدوري لكنها في كل مرة كانت تصطدم بالكثير من المطبات التي تفوق قدرات الاتحاد وطاقاته. اما ان تصدر الاعتراضات من اشخاص يعرفون خبايا الأمور وملمون بالواقع فهو امر غريب لا بل مفاجئ.

ولإنعاش ذاكرة البعض (اداريين سابقين ومدربين ولاعبين)، من الذين يعتقدون انهم بالتحريض على الاتحاد وبعقد اجتماعات سرية بعيدة عن الأضواء بعضها ثلاثي وبعضها الآخر ثنائي قد يتمكن من تحقيق أهدافه المكشوفة والتي لا تحتاج الى أي جهد لاكتشاف ما يضمرونه من اهداف خبيثة، هل يجب تذكيرهم ان الاتحاد لم يألوا جهدا من اجل إعادة استكمال نشاطه وبطولاته وهو عقد لقاءات مع كافة الأطراف من رؤساء نواد ولاعبين، ثم لقاء تشاوري موسع وكان لسان حاله ومطلبه امر واحد "ضرورة التوصل الى اتفاق بين اللاعب والنادي"، من دون اغفال المواعيد المتتالية التي حددها لاستكمال الدوري والتي كانت في كل مرة تصطدم بأمور ميدانية طارئة. ربما من الواجب تذكير البعض بالنصيحة التي كررها الرئيس حلبي امام عدد من اللاعبين والمدربين خلال الاجتماع الذي عقد في مكتبه في البياضة، بضرورة التفاوض مع ادارات انديتهم لمحاولة تخفيض عقودهم بنسبة 30 في المئة وقال: "اليوم بركي تقدروا تخفضوا بنسبة 30 في المئة واذا ترددتوا يمكن بعد وقت ما تقدروا تحصلوا على شي".




وربما تاه عن بال هذا البعض المحرض لغايات واهداف لا تخدم اللعبة لا من قريب ولا من بعيد، ان الوضع في لبنان يختلف عن الأوضاع في مختلف الدول، وان الأزمتين المالية والاقتصادية اللتين كانتا ترخيان بظلالهما على الأوضاع الحياتية قبل اشهر من الازمة الصحية و"كوفيد-19" انعكست سلبا على مختلف القطاعات ما دفع رئيس الاتحاد اكرم حلبي الى رفع الصوت في 7 تشرين الأول 2019 (قبل 10 أيام من اندلاع الحراك في الشارع) خلال دردشة مع الاعلاميين في مقر الاتحاد حذر خلاله من جملة مخاطر تهدد الدوري واستمراريته، تبعها تحرك للجنة الشباب والرياضة البرلمانية قبل ان يعيد "كوفيد-19" الأمور الى نقطة الصفر.

وللأصوات التي تقارن بين لبنان ودول بدأت تستعيد نشاطها التدريجي ودورياتها وبطولاتها في بعض الرياضات وتحديدا في الألعاب الجماعية، هل يدرك هؤلاء الشروط القاسية والكلف الباهظة التي تتحملها النوادي والاتحادات لعودة النشاط. وان هذه الدول ليس لديها ازمة سيولة، ولا ضائقة مالية ولا كوارث اقتصادية سبقت الوباء بأشهر، ولا يخيم على نصف شعبها شبح الجوع بعد ارتفاع ارقام البطالة الى معدلات غير مسبوقة. وهل يدرك هؤلاء أيضا، ان عقود الرعاية لأي نشاط رياضي أصبح معدوما حتى لا نقول شبه مستحيل، وان النقل التلفزيوني للمباريات والذي كان يوفر مدخولا للنوادي بات صعبا وصعبا جدا. من دون ان ننسى التعثر المادي لعدد كبير من النوادي وعدم قدرتها على الالتزام بتعهداتها وعقودها!

وربما من المفيد في بعض المرات تذكير هذا البعض المحرض (نتحفظ راهنا عن ذكر الأسماء والوقائع) بسجله الملطخ بالوسخ محلياً وخارجياً، وتورطه بأعمال غير قانونية، ومحاولاته في كل مرة يشعر بخطر ربط الرياضة في السياسة ليضمن مصالحه، وارتكابه مخالفات في الكثير من الملفات وغيرها من القضايا لن يجديه نفعا لأنه بات مكشوفا ومعروفا من القاصي والداني وسقوطه ومن يتلطى خلفهم بات قريبا وقريبا جداً. وهل من الضروري التذكير باولئك الذي ورطوا انديتهم بعقود خيالية وعند اول فرصة "هربوا" ويعملون على تحريض اللاعبين وتولاريطهم في مشاكل قد يعرفون كيف تبدأ ولا يعرفون كيف تنتهي.

والى الذين يتلطون خلف اللاعبين، نعم اللاعب مظلوم، ولا أحد يمكنه ان ينكر او يتجاهل هذا الظلم، ولكن هل الاتحاد مسؤول عن هذا الظلم؟ هل الاتحاد هو من وقع العقود مع اللاعبين ليلعبوا في الدوري؟ ام إدارات النوادي؟ الم يستعمل الاتحاد كل الوسائل لحماية حقوق اللاعبين؟ ومن يعتقد ان للاتحاد سلطة على عقود اللاعبين مع انديتهم فهو مخطئ حتى لا نقول جاهل! ولا يحق لمن يستعمل اللاعب لتحقيق اهداف مشبوهة ان يتنكر للدعوات المتكررة من رئيس الاتحاد التي كانت تحذر من الموازنات غير المدروسة والعقود غير المضمونة والعنتريات غير المحسوبة والبهورات الإعلامية غير المسؤولة!

امام هذا الواقع، لا بد من تعاون جميع الخيرين والغيورين لما هو خير اللعبة ومستقبلها، والعمل يدا بيد من اجل تقليص الضرر ووضع خطط ومشاريع تضمن استمرار اللعبة. والالتفاف حول الاتحاد الذي يمضي قدما في التحضير للمؤتمر التأسيسي بهدف وضع اسس متينة وثابتة للعبة تضمن اعادة انطلاقها بطريقة صحيحة وسليمة تحفظ حقوق ومصالح الجميع من دون استثناء.

كما ان الصراخ والشتم والكلام غير المسؤول عبر مواقع التواصل الاجتماعي لن يجدي نفعا، ومن لديه مشروع جدي وافكار بناءة فليتقدم بها الى الاتحاد الذي لم يقفل بابه في وجه احد. نعم، التضحية مطلوبة من الجميع خصوصا ان القناعة باتت راسخة وثابتة ان ما بعد "كوفيد-19" ليس كما قبله وعلى الجميع ان يقتنع ان العجلة لن تعود الى الوراء بل المطلوب دفعها الى الامام. فهل من يسمع؟!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم