"كتلة المستقبل" تستغرب عدم تقديم شكوى ضد سوريا وتطالب بخطة أمنية في مناطق التوتر

عقدت "كتلة المستقبل" اجتماعها في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الاوضاع في لبنان والمنطقة من مختلف جوانبها وفي نهاية الاجتماع اصدرت بيانا تلاه النائب زياد القادري، توقفت الكتلة فيه "امام مرحلة ما بعد نيل حكومة المصلحة الوطنية الثقة"، وشددت على أنه "مع نيل الحكومة الجديدة ثقة المجلس النيابي وانطلاقها نحو العمل في المهلة الزمنية القصيرة المتاحة لها، فان الشعب اللبناني يأمل في ان تنجح الحكومة في اعادة بث روح الثقة بالمؤسسات والعمل على استعادة هيبة الدولة وتعبئة الشواغر الادارية التي لم تعد تحتمل التأجيل وتسيير اعمال المواطنين والبت بالملفات المتراكمة والعالقة والتي تتعلق بشؤون الناس، والعمل على تحريك عجلة الاقتصاد ووقف حال التدهور الاداري والاقتصادي خاصة وان المخاطر المترتبة عن فترة الركود السابقة هي مخاطر كبيرة وجدية لا يمكن تجاهلها والقفز عنها". 
وتابعت: "من الضروري ان تسارع الحكومة الى معالجة التسيب الامني الذي ينعكس اشكالات واشتباكات واعتداءات في اكثر من منطقة وخصوصاً في مناطق البقاع والشمال وصولا الى بيروت . وبالتالي بات من الملح تطبيق خطة امنية متماسكة وواضحة لضبط الاوضاع الامنية في مناطق القلق والتوتر المتعددة في مناطق عرسال وعكار ومدينة طرابلس التي لم يعد جائزا تركها عرضة للتسيب واعمال القتل المجاني والتدمير المنهجي للعمران.
ان كتلة المستقبل تعتبر ان حق مدينة طرابلس على الدولة ومؤسساتها والاجهزة الامنية ان تنعم بالامن والامان والتنمية و تلبية حاجاتها فالمدينة تتعرض للانتهاك والتسيب والتفلت الامني ما يهدد استقرارها وعيشها الواحد واقتصادها وحياة مواطنيها. وهي تقف الى جانب اهالي طرابلس وهيئات المجتمع المدني بالمطالبة الملحة بخطة امنية متماسكة وجدية واجراءات امنية نهائية تنزع السلاح غير الشرعي من المدينة وتنزل العقاب بحق كل من يخالف القانون اذ لم يعد مقبولا تكرار جولات القتال التي بلغت الـ20 جولة والتي ذهب ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى ودمرت أحياء عدة في المدينة وأصبحت تشكل تهديداً كبيراً للمدينة وباقي لبنان". 
وأضاف بيان الكتلة: "ان الحكومة مطالبة بالبحث والتحضير لخطة امنية متقدمة لنشر الجيش على الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا وبمساندة قوات الطوارىء الدولية لحماية لبنان وتحصينه من الانعكاسات الخطيرة التي تشهدها سوريا نتيجة الصراع بين النظام واعوانه من جهة والشعب السوري من جهة ثانية". 
واستنكرت "اشد الاستنكار ما شهدته منطقة الطريق الجديدة ليل السبت الماضي من اشتباكات مسلحة واعتداءات على الامنين من السكان من مسلحين من تنظيمات جرى تفريخها، بعضهم من ما يسمى سرايا المقاومة التي هي مجموعات من الشبيحة والخارجين عن القانون والتي لا عمل لها إلا تحريك الفتن. وتستغرب الكتلة ظهور بعض الخارجين عن القانون على شاشات التلفزة للحديث عن الاشتباكات في بيروت وطرابلس واطلاق التهديدات من دون تحرك القضاء والاجهزة الأمنية". 
وأضافت: "ان الحكومة والقوى السياسية كافة مطالبة بالاسهام في تهيئة الاجواء الملائمة للانتخابات الرئاسية المقبلة لكي ينتقل لبنان الى مرحلة جديدة وتنعم بفرصة واعدة في تجديد مؤسساته الدستورية والالتزام بتداول السلطة فالبلاد تنتظر رئيسها الجديد لكي تعبر معه الى مرحلة من الامان والاستقرار، حيث تستطيع الحكومة اللبنانية حينها اعتماد سياسة النأي بالنفس وتعمل على تحييد لبنان عن الاتون السوري وتجهد من أجل الحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية وتعمل على تطبيق اعلان بعبدا وعما يمكن البلاد من التطلع نحو المستقبل بثقة". 
وقالت: "ان حزب الله الذي يشارك في الحكومة مطالب بالمبادرة الى وقف تورطه في القتال الدائر في سوريا وسحب ميليشياته المسلحة وانقاذ ارواح شباب لبنان التي تزهق كل يوم في معركة لا دخل له فيها خصوصاً أن هذا التورط يلحق الاضرار في علاقات لبنان مع الدول العربية"، مستغربة "اشد الاستغراب تجاهل وزارة الخارجية الاعتداءات والخروق التي نفذتها قوات النظام السوري ضد السيادة اللبنانية في شكل متكرر وفاجر في اكثر من منطقة حدودية سيما وأن فخامة الرئيس طلب، وبشكل عاجل، من وزير الخارجية والمغتربين اعداد ملف كامل للخروقات والاعتداءات على السيادة اللبنانية".
وختمت: "ان انعقاد القمة العربية في الكويت ودعمها المشكور للبنان كان مناسبة لاثارة هذه الاعتداءات المرفوضة والمستنكرة امام القادة العرب وتضمينها البيان الختامي، لكي لا تتفاقم ويحتفظ لبنان بحقة في شكوى الى مجلس الامن".