دعوة "جبهة النصرة" السنّة للانشقاق عن الجيش: لن تلقى الصدى المطلوب

ر.ع

درجت "جبهة النصرة" في بياناتها وادبياتها السياسية و"الجهادية" الاخيرة ، عند تناولها لبنان، النيل من الجيش والتركيز على المؤسسة العسكرية واتهامها بالميل الى طائفة من دون اخرى. وانها تعمل على "قهر" ابناء السنة و"محاباة" الشيعة وتأمين الخدمات والتسهيلات لـ "حزب الله".
ولم تتوقف "النصرة" عند هذه الحدود، بل طالبت في بيان لها اصدرته قبل ايام بدعوة الضباط والجنود السنة بالانشقاق عن الجيش، ولا سيما ابناء عكار الذين يتسابقون الى التطوع في صفوف هذه المؤسسة، وهم يتفاخرون في ارتداء البزة المرقطة. ولم يبخل هؤلاء في خدمة بلدهم وذرف الدم على مذبح الشهادة والدفاع عن ارض الوطن.
ورداً على دعوة "النصرة" ، سألت "النهار" 5 شخصيات سنيّة، تنطلق من خلفيات سياسية عدة، لكنها اجمعت على رفض المس بالمؤسسة العسكرية.
- مفتي طرابس والشمال الشيخ مالك الشعار: "انا لا اوافق بالطبع على تصنيف ضباط الجيش وجنوده وتوزيعهم على حساب هذا الفريق او ذاك. هذه المؤسسة الوطنية هي لجميع اللبنانيين، الذين اخذوا خياراتهم بالوقوف مع الجيش ورفض كل الدعوات المشبوهة التي تدعو الى الانشقاق عنه. ويرفض اللبنانيون هذه الثقافة الغريبة عنهم. واعتقد ان دعوة جبهة النصرة هذه لن تلقى اي تجاوب".
- عضو كتلتة "المستقبل" النائب خالد زهرمان وابن قضاء عكار: "يشكل الجيش العمود الفقري في بناء الدولة. ونحن كتيار سياسي نطالب ونشدد في الحفاظ على هذه المؤسسة، لان البديل هو الغرق في الحرب الاهلية. وان بيان جبهة النصرة لن يلتفت اليه ابناء الطائفة السنيّة، ولا سيما اهلنا في عكار الذين يحرصون على وحدة الجيش وتماسكه، وان كنا في الوقت عينه نرفض انتشار السلاح وما يفعله حزب الله في هذا الشأن. ونعترف ونعبر عن وجود بعض الاحتقان في الشارع السنّي. ونطالب المؤسسة العسكرية بمعالجة بعض التجاوزات وهذا ما قلته لقائد الجيش العماد جان قهوجي. اما بالنسبة الى دعوة جبهة النصرة فهي مرفوضة. ويبقى ظلم الدولة اهون من ظلم اللادولة. لذلك نستمر في التمسك بالجيش والمؤسسات".
- الوزير السابق عبد الرحيم مراد: "لا شك ان طلب جبهة النصرة هذا مشبوه وتخريبي. ويأتي هذا الطرح في سياق التحريض المذهبي واللعب على الاوتار الطائفية. اننا في اختصار نستنكر مثل هذه الدعوات ومن اي جهة اتت، لان الجيش يبقى لكل طوائف لبنان ومكوناته. ويا للاسف هناك بعض السياسيين الذين يساعدون في ايجاد هذا المناخ من التفرقة وتوجيه السهام ضد الجيش الذي يبقى في النهاية صمام الامان. وعلى الاصوات التي تهاجم المؤسسة العسكرية ان تكف عن هذه الاعمال المشبوهة التي تستغلها النصرة وسواها".
- الوزير السابق فيصل كرامي: "لا شك اننا نمر في وضع دقيق وصعب. ويندرج هذا النوع من البيانات في اطار النيل من المؤسسة العسكرية التي تمثل جميع اللبنانيين، وهي الجسر الذي تبنى عليه قواعد الامن والاستقرار، والتي لا بد من الحفاظ عليها. لا يحسب الجيش على طائفة من دون سواها. وننظر اليه على اساس صمام اامان هذا البلد. ويبقى الهدف من الدعوات المشبوهة هو خلق المزيد من التفرقة بين السنّة والشيعة لتحل الاجواء المذهبية بدل المناخ الوطني والعروبي والتحول عن القضية الفلسطينية التي يجب ان تبقى بوصلة الجميع".
- رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" النائب السابق اسامة سعد: "تنبع دعوة جبهة النصرة من الفكر الظلامي التي تقوم على الارهاب ورفض الاخر. ولن نقبل بالطبع هذا الهجوم على الجيش، لانه يشكل بالنسبة لنا وجميع اللبنانيين المؤسسة الوطنية التي نعتز بها. ويجب التنبه من بعض الاصوات النيابية والسياسية في البلد التي تساعد الجماعات التكفيرية بالهجوم على الجيش ودعوة الجنود السنّة للانشقاق عنه. وفي النهاية لن يتحقق هذا الامر المشبوه والمرفوض".