الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مصمِّمة الأزياء تروي قصّتها مع مرض التصلّب اللويحي: "مرضي هدية من الله، "وما في شي بوقّفني"!

المصدر: "النهار"
مصمِّمة الأزياء تروي قصّتها مع مرض التصلّب اللويحي: "مرضي هدية من الله، "وما في شي بوقّفني"!
مصمِّمة الأزياء تروي قصّتها مع مرض التصلّب اللويحي: "مرضي هدية من الله، "وما في شي بوقّفني"!
A+ A-

لكل شخص منّا قصته، قصة تبقى ساكنة في داخلنا، وقصة نرويها للناس. بعض الأوجاع تبقى صامتة لا يعرف بها أحد، وبعضها تطفو لتصبح من معالم شخصيتنا الراسخة فينا. كثيرون يتفادون الحديث عن وجعهم، قصتهم، أو مرضهم الذي يحاولون تناسيه، لكن هناك من يتحدّى نفسه للخروج من هذه الدوامة ويواجه قلقه ومخاوفه وآلامه وجهاً لوجه حتى يتصالح مع الحياة. 

شيرين خضرا، مصممة الأزياء التي تُحاكي تصاميمها ورسومها ما نراه بأمّ أعيننا، لكن خلف هذه التصاميم والأحلام قصة أخرى قررت أن تُشاركها اليوم، وتجعلنا نعترف أن المظاهر الخارجية لا تكشف شيئاً عما في داخل كل شخص. تسترجع شيرين قصتها مع مرض الـMS قائلةً: "أتذكر جيداً يوم اكتشفتُ أنني مصابة بمرض التصلب اللويحي، كنتُ قد عانيتُ من نوبتين متتاليتين شُخصّتا على أنهما التهابات في الأذن. كان من أصعب أيام حياتي، شعرتُ فيه أنني محطمة، وضعيفة جداً لدرجة عدم القدرة على مواجهة هذه الحقيقة. ليس هناك أصعب من أن تعيش في المجهول، وكان مرضي في ذلك الوقت هو المجهول بحدّ ذاته. كنتُ أشعر أن جسمي لم يعدّ لي، وأنه ضعيف لمواجهة هذا المرض والوقوف في وجهه".

كانت شيرين تحاول الهروب من مرضها، حاولت استشارة أكثر من طبيب وكان هدفها الوحيد أن تسمع حقيقة مغايرة لما سمعته. لم يكن أمامها سوى إخفاء مرضها عن عائلتها وإصدقائها الذين كانوا في النهاية السند والدعم لها. تؤكد شيرين أنها "بقيتُ أهرب من واقعي الجديد، ولكن لم يكن ذلك يُشبهني. لذلك قررتُ أن أقف في وجه الـMS وأتقبّله. استغرقتُ سنتين من المجهود والعمل اليومي، ولم تكن القصة مجرد كبسة زر، لقد علّمتُ نفسي أن أهتم بصحتي أولاً وأن تكون أولوية في حياتي. لم أفكر يوماً أن أقول هذه الجملة، واليوم أقول إن "الـMS كان هدية من الله". لقد جعلني أكتشف الحب الحقيقي، أن أحب نفسي وأحب جسدي قبل أي شيء. لأول مرة بدأتُ أراجع حساباتي، مَن عليه أن يبقى في حياتي ومَن عليه الخروج منها".

إقرأ ايضاً : آخر البحوث والعلاجات في التصلّب اللويحي... "نأمل بإيجاد دواء شافٍ في المستقبل"

تعترف شيرين أن هدفها أصبح كيف تجعل يومها أفضل من الأمس، وكيف تحافظ على صحتها. "كنتُ أسمع دائماً أن الإيجابية والحب هما أسرار الحياة، ولقد لمستُ ذلك حقيقة بعد مرضي. عائلتي، أصدقائي والحب الذي يحيطونني به. قررتُ الحفاظ على صحتي وإجراء تغيير جذري في يومياتي من خلال أكل صحيّ والرياضة واليوغا التي لعبت دوراً كبيراً في حياتي".

تعرف جيداً أن حياتها مع المرض تغيّرت، ولو خُيّرت بين حياتها مع الـMS أو بدونه، لاختارت حياتها مع مرضها لأنه، وفق شيرين، "كشفَ لي أن الأشياء الجميلة لا يمكن الوصول إليها إلا بعد المرور بتجربة قاسية. لقد علّمني الـMS أن أحب جسمي وأفهمه أكثر. لقد فهمتُ أن الخوف والضغط لن يساعداني في مواجهة مرضي بل يُضعفان جهاز المناعة، ولقد قررتُ أن أحميه بكل قوايّ".

وتختم قائلةً: "لا تدَع أي شيء أو ظرف يؤثر في علاقتك مع طبيبك، احرصْ على أن تكون علاقة ثقة وتحدث معه في كل شيء. وتذكر دائماً أن الـMS لا يتحكم بحياتك بل أنت الذي تتحكّم بمرضك وحياتك. #ما_شي_ بيوقفك".





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم