الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"كورونا أصابَ ابني موسى الذي يعاني من السكّري"... صرخة أمّ عبر "النهار" ضدّ التنمر

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
"كورونا أصابَ ابني موسى الذي يعاني من السكّري"... صرخة أمّ عبر "النهار" ضدّ التنمر
"كورونا أصابَ ابني موسى الذي يعاني من السكّري"... صرخة أمّ عبر "النهار" ضدّ التنمر
A+ A-

خوف الأم على ابنها المصاب بالسكري من خطر كورونا دفعها إلى السعي جاهدةً للعودة مع أطفالها من نيجيريا إلى لبنان. فبسبب تخوّف والدة موسى من النظام الاستشفائي المتردي في نيجيريا التي استقروا فيها منذ 6 سنوات، اتخذت قراراً سريعاً بالعودة. إلا أن المفاجأة كانت في انتظارها في لبنان عند وصولها.

وتعبّر والدة موسى عن مشاعر القلق والخوف التي رافقتها من بداية انتشار فيروس كورونا المستجد. فمنذ ظهور أولى الحالات في نيجيريا، حرصت العائلة على الالتزام بالحجر. مكثَ الكل داخل المنزل، حتى العمال، بعد أن تقرّر تجنب خروجهم حتى لا يعرّضوا العائلة للخطر. وترك موسى مدرسته قبل أسبوع من إقفالها وهو في العزل المنزلي منذ ذاك الحين.

هذا إضافةً إلى الحرص الشديد على التعقيم وغيره من الإجراءات الوقائية. لكن هذه الإجراءات كلّها لم تكن خوفاً على العائلة ككل، فالخوف الأكبر كان على موسى ابن العشر سنوات المصاب بالسكري. "كنا نعرف أن المصابين بالسكري هم أكثر عرضة لمضاعفات كورونا في حال الإصابة به. وما أثار مخاوفنا بشكل خاص أن النظام الطبي والاستشفائي في نيجيريا يعتبر ضعيفاً ولا يمكن الوثوق به. وبالتالي لا يمكن أن يتعرض موسى لأي خطر".

لذلك قررت السيدة نور الدين العودة إلى لبنان مع أطفالها ووالديها. أما أثناء الرحلة، فقد اتخذ الكل الإجراءات الوقائية كافة. لكن المفاجأة الكبرى للعائلة كانت عند الوصول إلى بيروت، وتتمثّل بنتيجة فحص كورونا الإيجابية لموسى وشقيقته الصغرى.

حتى اليوم تتساءل السيدة نورالدين عن كيفية التقاط طفليها العدوى فيما كانت حريصة طوال الوقت إلى هذا الحد، "تبيّن لنا أن موسى كان قد التقط الفيروس حديثاً بحسب معدل الفيروس لديه، فيما يمكن أن تكون شقيقته أصيبت قبله وإن كنا لا نعرف كيف، فهي متواجدة طوال الوقت في المنزل".

لم تستطع الأم ترك طفليها المريضين وحدهما، فقررت المكوث معهما للعناية بهما. وتشير إلى أن موسى عانى في اليوم الأول تقيؤاً وألماً حاداً في البطن، لكن تبين أنه قد لا يكون ناتجاً عن إصابته بكورونا. أما في ما عدا ذلك فلم يعانِ أي أعراض، وكذلك بالنسبة إلى شقيقته.

لكنه نقل إلى مستشفى الجامعة الأميركية حيث مكث مع شقيقته حوالي 6 أيام لاعتبار أن مستويات السكري كانت مرتفعة لديه، ما أثار قلق والدته. "ضبطت معدلات السكر لدى موسى لأنها لم تكن متوازنة، وسرعان ما تحسنت. وبعد 6 أيام لم يكن يعاني أية أعراض، فاقترح الأطباء أن نعود إلى المنزل الذي تتوافر فيه وسائل الراحة، باعتبار أن حالة موسى وشقيقته جيّدة ولا تستدعي المكوث في المستشفى. ومما لا شك فيه أنه لو لم يجرَ الفحص لهما لما عرفنا أنهما مصابان بكورونا. ولا أنكر أننا كنّا قد تخطينا مرحلة القلق على صحة موسى وبدأت مرحلة القلق جراء التنمّر الذي يتعرّض له كثر من المصابين بكورونا كما عرفنا".

ردة فعل موسى على التنمّر

بعد أن سمع موسى ما حصل مع إحدى صديقات والدته التي كانت قد تحدثت إليها عن التنمّر الذي يطال المصاب بكورونا، استفزه هذا الموضوع وقرّر أن يصوّر بنفسه فيديو ينشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويرفض فيه التنمّر، ويؤكد أن الإصابة بكورونا ليست عيباً ولا تدعو إلى الخجل.

حتى اليوم، لا تزال العائلة في الحجر المنزلي في انتظار أن تصبح نتيجة الفحص سلبية. علماً أن الإصابة ظهرت من حوالي الشهر، لكن تحمد  نور الدين الله لأن حالتي طفليها كانت جيدة ولم يواجها أية تداعيات خطرة أثناء الاصابة.

في المقابل، لا تنكر أن المكوث في المنزل طوال هذا الوقت ليس سهلاً، فيجدان صعوبة في تمضية الوقت، ويشكو الطفلان من الملل في أحيان كثيرة، خصوصاً أنه لا يفسح لهما المجال حتى للقيام بنزهة صغيرة. فقد يجلسان خلال ساعات على الشرفة. ويبقى الأهم أن تنتهي هذه المرحلة، فتعود العائلة إلى حياتها الطبيعية، فيما تأمل بألا يتعرض طفلاها للتنمّر كما يحصل في المجتمع عامةً.

أما بالنسبة إلى موسى فأصعب اللحظات كانت تلك التي اكتشف فيها أنه مصاب بكورونا لكونه كان يخشى المرض كثيراً، ويشاهد كل الأخبار التي تحكي عن وفاة من يصاب به. "بكيت في اللحظة التي علمت فيها بإصابتي، وكنت خائفاً عند دخولي إلى المستشفى. لكن في اليوم الأول عندما دخلت إلى مستشفى الحريري الحكومي كنت أتسلى، وأحضر الممرضون لنا ألعاباً نتسلّى بها".

انتقل موسى إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت حيث بقي لبضعة أيام إلى أن عاد إلى منزله مع شقيقته. لكن لا ينكر أن فترة الحجر المنزلي صعبة جداً ويشعر بالكثير من الملل في تمضية الوقت. كما تزعجه فكرة التنمر وردود الفعل السلبية التي يتعرض لها من يصاب بكورونا.

الأطفال المصابون بالسكري وكورونا...أي خطر يواجههم

كانت حالة موسى مصدر القلق الأساسي لعائلته لاعتباره مصاباً بالسكري. فالكل يعلم أن الأطفال هم أقل عرضة لمضاعفات كورونا. لكن كون موسى مصاباً بالسكري، يختلف الوضع لأن مرضى السكر هم عامةً من الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات كورونا. بحسب طبيبة الأطفال الاختصاصية في الأمراض الجرثومية الدكتورة ريما واكيم، تبين أن مرضى السكري من النوع الثاني هم أكثر عرضة لمضاعفات كورونا. وبالنسبة إلى الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول، فهم لا يعتبرون أكثر عرضة لمضاعفات كورونا من باقي الأطفال الذي لا يعانون أية مشكلة. فهؤلاء الأطفال لا يعانون مضاعفات ناتجة عن إصابتهم بالسكري، كما بالنسبة إلى الراشدين المصابين بالسكري من النوع الثاني الذين يعانون أمراضاً في القلب أو غيرها من المشكلات الصحية.

وتوضح واكيم أن الأطفال عامةً لا يعانون أعراضاً جراء الإصابة بكورونا أو يعانون القليل من الرشح والتهاباً في البلعوم، ويعتبر وضع الأطفال المصابين بالسكري نفسه تماماً كالأطفال الباقين. هذا شرط أن تكون معدّلات السكري مضبوطة تجنباً للمضاعفات. وتتخوّف واكيم من الحالات التي يمكن أن يصاب بها طفل يعاني من السكري بكورونا ولا يعرف ذلك، فيما قد تكون معدلات السكري غير مضبوطة. مع الإشارة إلى أن المراهقين المصابين بالسكري قد يكونون أكثر عرضة للمضاعفات مقارنةً بالأطفال. "أما بالنسبة إلى موسى فلم يعانِ أية مشاكل أو مضاعفات، لكن الأطباء تابعوه حرصاً على ضبط معدلات السكري لديه لأنها لم تكن متوازنة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم