لكَ طريق الشمس وغابتكَ خيّالة الأنهر

جورج شكرالله

أيها الوطن،

هل لي أن أسمع،

حفيفَ أشجار روحكَ،

زغردةَ أطيار ذاتكَ،

فأستدلَّ إلى مكانكَ؟

في أيّ ليلٍ أنت،

وعلى حافة أيّ نهاية،

تنتظرُ الظلمة حتى تكتمل فيك،

وتسقط ميتًا، كوقع الخطوة، بعد الخطوة،

في درب الرحيل؟

فوّح عطرًا من غاباتكَ،

فيحملني النسيمُ إليكَ،

إلى باب وجودكَ، فأدخلُ كالمدى،

وكالهدأة ألينُ، ولا أنتهي.

لكَ طريق الشمس، وغابتكَ خيّالة الأنهر،

وَضِعتَ؟ كيف؟

أي قيافا مزّق ثوبه عندما سألكَ: أأنتَ لبنان؟

فأجبته: أنتَ قلت!

من حفرَ لأيامك حفرةً،

وأنتَ مطمئنّ ومصدّق؟

أيّ سياسة عقيمة، توّلت أمركَ،

فسقطّتَ كوعد الكذبة العظمى؟

الجوع فيكَ ضياع.

الخوف،

الاستجداء،

الفساد الفاجر،

الهروب إلى الأمام،

الرعدة من صوت الحقّ،

النوم عن النهب،

التجارة بدماء الفقراء، فيكَ ضياع!

الليل لا يحمل قنديلاً...

فكيف غُرّرتَ؟ وكيف ركنتَ لتجّارٍ، حتى رموك في بئر،

ومن بعيد، قبضوا ثمنك، وتواروا؟

أأسأل عنكَ:

ذبولَ الورد،

ثغرَ الحبيب البارد،

دمعةَ الجوع،

غيابَ الشمس،

عذابَ اليأس؟

وجعُ السؤال، أن يأتي جوابًا،

من عمقِ ألف... ألفِ صرخةٍ

من عمق قدرٍ، يقف أمام واقع مرير، مكتوفَ اليدين.