الحدود اللبنانية -السورية المتفلتة من جهة البقاع الشمالي تعود أدراجها إلى أحضان الدولة

وسام اسماعيل

يمكن القول إن الحدود اللبنانية -السورية المتفلتة من جهة البقاع الشمالي تعود أدراجها  إلى أحضان الدولة، فما كان مستحيلاً بالأمس بات اليوم ممكناً، فضجيج أصوات الجرافات والآليات العائدة للجيش اللبناني، التي تعمل على رفع السواتر الترابية ليس جديداً، وقد اعتادته المنطقة، غير أن الجديد هو جدية العمل لهذه الوحدات المنتشرة. فبعد إزالة عشرات الجسور المتنقلة التي كان وضعها المهربون على طول الحدود، يجهد الجيش اليوم برفع السواتر الترابية التي يصعب تخطيها على طول الحدود، تزامناً مع تسيير دوريات مؤللة بشكل متواصل وتنفيذ الكمائن، ما  أسفر بشكل كبير عن الحد من عمليات التهريب التي كانت تشهدها المنطقة غالباً، بالإضافة إلى تنفيذه عمليات توقيف لعدد من هؤلاء المهربين الذين باتوا يحسبون ألف حساب قبل قيامهم بأي عملية تهريب نقيض ما كانت عليه الأيام الماضية ناهيك عن إحباط الجيش العديد من تلك العمليات خصوصاً تهريب مادتي المازوت والطحين الأكثر شيوعاً في عمليات التهريب.

تشدد الجيش في إجراءاته الجديدة المتبعة للآليات التي تدخل المناطق الحدودية والمحملة بأي مواد، ومواكبتها lن مصدرها إلى مكان توجهها وإخضاعها لكافة الإجراءات التدقيقية، جعل من عمليات التهريب في غاية الصعوبة. وهو ما أكده أهالي المنطقة الذين لم يشاهدوا أياً من الآليات والصهاريج التي كانت تنتقل بسهولة من وإلى الحدود اللبنانية - السورية بدءاً من القاع، المشرفة، حوش السيد علي، القصر وصولاً إلى قرى قلد السبع شمالاً.

ويلفت الأهالي إلى أن ازمة نقص كمية المازوت في المناطق البقاعية لم تكن عمليات التهريب سبباً لذلك، بل عملية احتكارها وتخزينها بكميات كبيرة من قبل كبار التجار ضمن خزانات كبيرة مخصصة لذلك، بهدف بيعها فور ارتفاع الأسعار أو في فصل الشتاء حيث الطلب الأكثر على المادة.