السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"النهار"- 63 إصابة في يومٍ واحد... كيف نحلّل هذا الرقم طبيّاً وماذا ينتظرنا؟

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
"النهار"- 63 إصابة في يومٍ واحد... كيف نحلّل هذا الرقم طبيّاً وماذا ينتظرنا؟
"النهار"- 63 إصابة في يومٍ واحد... كيف نحلّل هذا الرقم طبيّاً وماذا ينتظرنا؟
A+ A-

كان كل شيء يشير بطريقة ما إلى حدوث ما كنا نخشاه في عدد الإصابات، فوزير الصحة قالها صراحةً منذ أيام أن الأرقام صادمة، قبل أن نلمسها واقعاً اليوم، وبعد تسجيل عدد إصابات مقبول في الأيام الأخيرة، جاءت الصفعة اليوم بتسجيل رقم قياسي لحالات كورونا بلغت 63 في يومٍ واحد. من منطق الأرقام والطب، تبقى هذه النسبة متوقعة كفعل طبيعي بعد رفع التعبئة العامة وفتح البلد جزئياً، لكن الخوف يبقى في أن نشهد تضاعفاً سريعاً في الإصابات في الأيام المقبلة، وما قد يحمله ذلك من دلالات صحية خطيرة. 

برأي وزير الصحة حمد حسن في حديثه لـ"النهار"، أن"الوضع ما زال تحت السيطرة طالما نعرف مصدر العدوى"، وعليه يبقى الخطر الأكبر "تسجيل عدوى مجهولة المصدر " والتي تعني حُكماً الانتقال إلى المرحلة الرابعة، أي انتشار محلي سريع للفيروس.

في العودة إلى الأرقام، يُعتبر عدد المخالطين للحالة المصابة السبب الرئيسي لارتفاع الإصابات في صفوف المقيمين في لبنان، وتصدرت الجالية البنغلادشية (40 إصابة) لائحة الإصابات في صفوف الجاليات المقيمة في لبنان، في حين سجل اللبنانيون 92% من نسبة الإصابات المحلية (اللبنانيون 934 حالة من أصل 1024).

في مراجعة وترصد للحالات المخالطة والمجموعات التي تُثير قلقاً عند المعنيين وتتطلّب متابعةً حثيثةً، أكد مدير وزارة الصحة لـ"النهار" "وجود مجموعتين، تتمثل المجموعة الأولى بعكار (جديدة القيطع) المرتبطة بالمحكمة العسكرية وأحد العائدين من الخارج حيث لم تُقفل المجموعة، وهذه الحالات مرتبطة بعضها ببعض. وحسب تقرير إدارة الكوراث، سُجلت 4 إصابات جديدة اليوم في بلدة جديدة القطيع ليصبح مجموع الحالات المسجلة في عكار 70 حالة.

والمجموعة الثانية المتعلقة بالعمال البنغلادشيين، والتي تُعتبر مجموعة مكتظّة وكل عامل فيها يعمل في مؤسسة. وعليه، نتتبّع كل عامل ومكان عمله لإجراء الفحوصات لكل المخالطين له في كل شركة". وفق تقرير إدارة الكوراث، بلغ عدد الإصابات اليومية في رأس النبع 10 إصابات، الأمر الذي يجعل بيروت تتصدر لائحة الإصابات في لبنان حيث وصل مجموع الحالات إلى 184. 

اقرأ أيضاً: وزير الصحة حمد حسن لـ"النهار": نعتمد نموذج مناعة القطيع الناعم ولا يمكن أن يبقى البلد مقفلاً

في حين توزعت باقي الحالات المسجلة اليوم وفق الشكل التالي:

مزبود (الشوف) 10- سبلين (الشوف) 3- تربل (زحلة) 2 - زهراني 1- قبريخا (مرجعيون)1 - مجدل العنجر 1- المنيه الضنيه (عكار) 1- النبطية الفوقى 1- مينا طرابلس 1- المرج البقاع الغربي 1- حبوش (النبطية) 2- غبيري ( بعبدا) 1- أنفه 1- جديدة القطيع 4- شقرا بنت جبيل 1- العبدة عكار 2- الأشرفية 1- بخعون (المنيه الضنيه)1- ببنين(عكار) 1 - صفير (بعبدا) 1- النبي عثمان 1- غير محدد 15. 

فكيف يُفسّر هذا الارتفاع الكبير في أعداد إصابات #كورونا اليوم؟

يوضح الباحث في علم الفيروسات والأمراض الوبائية الدكتور حسن زراقط لـ"النهار"، أنه "للوهلة الأولى يبدو رقم الإصابات اليوم صادماً وكبيراً، ولكن عندما نُعيد النظر به وبتقسيمه يبدو الأمر أخفّ وطأة وطبيعياً نتيجة الحالات المخالطة وفتح البلد. الحالات المحلية موزعة بين المجموعة التابعة للجالية البنغلادشية وعائلة مصابة في الشوف والمجموعة المخالطة لحالة جديدة القطيع في عكار. ما يعني أن الحالات مرتبطة بحالة سابقة، وهذا معيار مُطمئن رغم عدد الإصابات لأننا نعرف مصدر العدوى ونترصد الحالات المخالطة لها. 

كما علينا أن نتوقع تسجيل حالات معينة بعد رفع التعبئة العامة وفتح البلد، هذا الأمر علينا توقعه والاعتياد عليه، ولكن ما لا نريد حدوثه هو مضاعفات عدد الإصابات وتسجيل إصابات مجهولة المصدر. ما نخشىاه وجود أعداد مضطربة بحيث إنها تتضاعف بشكل يومي، لأن ذلك يعني انتشاراً محلياً واسعاً للفيروس. في الأيام الماضية لم تظهر أرقام مقلقة وكانت الإصابات تراوح بين 7 و23 إصابة مقسمة بين وافدين ومقيمين، وفي حال استقر العدد أو انخفض في الأيام المقبلة، نكون مطمئنين، وفي النهاية علينا أن نتعايش مع هذا الفيروس".

مضيفاً أن "الإصابات المسجلة يومياً تؤكد أن الفيروس موجود، وعند الحديث عن العودة إلى الحياة الطبيعية فهذا لا يعني أبداً أننا عدنا إلى وضعنا قبل كورونا. علينا أن نتذكر دائماً أن هذا الفيروس بيننا، وأن أي شخص نمرّ بقربه أو موجود إلى جانبنا قد يكون حاملاً للمرض. وبالتالي علينا التشديد على الإجراءات الوقائية قدر المستطاع. ونحن نعرف جيداً أنه يصعب تسجيل صفر إصابات يومياً في الوقت الراهن، ولكن ما يهمنا إبقاء الحالات ضمن السيطرة".

وعن إقفال البلد مجدداً نتيجة ارتفاع الإصابات، يشرح زراقط أن "إقفال البلد كان ضرورياً في المرحلة الأولى لأسباب عديدة أهمها رفع الجهوزية، نشر الوعي والثقافة بين الناس، ومحاولة للوصول إلى صفر إصابات وصفر وجود جيوب مخفية. إلا أنه مع مُضي الوقت تبين عدم القدرة على تحقيق ذلك في ظل الخسائر الاقتصادية ومعاناة الناس التي تتزايد يوماً بعد يوم. صحيح أننا نجحنا من خلال المرحلة الأولى من الإقفال في تحقيق بعض المكاسب كزيادة عدد الفحوصات ورفع جهوزية المستشفيات، ولكن لم يعد مبرراً اليوم الاستمرار به في ظل وجود حالات نحن قادرون على التعامل معها. ومع ذلك، هذا لا يُبرر تفلت الناس والزيارات الاجتماعية وارتياد المطاعم والمسابح، والعودة إلى الحياة الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن".

وعن السياسة المتبعة لاكتساب مناعة جماعية، يؤكد زراقط أن "الهدف اليوم ليس اكتساب مناعة جماعية لأنها تحتاج إلى كثير من الوقت. وفي العودة إلى نماذج دول أخرى (بعض الدول الأوروبية) التي شهدت فيها تسجيل آلاف الحالات، لم تتخطَّ نسبة الناس الذين اكتسبوا المناعة الـ5% كحدّ أقصى. لذلك لا أرى أن الهدف اليوم الوصول إلى المناعة الجماعية وإنما على المدى الطويل سنصل إليها دون شك. 

أما الهدف الحقيقي هو عودة الحياة الطبيعية جزئياً، مع إبقاء السيطرة وضمن قدرتنا على التعامل معه صحياً. ولتحقيق ذلك نحن بحاجة إلى تعاون بين الأجهزة الحكومية والدولة وبين كل فرد في المجتمع. والخطوة الاستباقية والضرورية التي يتوجب القيام بها عند وجود إصابات في المناطق تكمن في تكثيف الفحوصات في المناطق التي تشهد ارتفاعاً في عدد الحالات، وترصّد الحالات المخالطة وحتى عزلها في حال كان فيها انتشار محلي واسع".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم