الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نصف ضربة قاصمة للحظر على كورنيش الميناء وتركيز على الصيد

المصدر: "النهار"
طرابس – رولا حميد
نصف ضربة قاصمة للحظر على كورنيش الميناء وتركيز على الصيد
نصف ضربة قاصمة للحظر على كورنيش الميناء وتركيز على الصيد
A+ A-

فيما بدت طرابلس ملتزمة بإجراءات الحظر، انقسم الوضع على كورنيش الميناء مكانياً وزمانياً، فخُرق الحظر جزئياً.

مكانياً، انقسم الكورنيش قسمين، الأول من الطرف الشمالي للكورنيش قليلاً بعد مستديرة الشراع، ومنها حتى ناحية الحمّام المقلوب.

في هذا القسم، جرت أعمال تأهيل وتخطيط وتنظيم، ومُنع الباعة في الأيام العادية من التواجد عليه. وفيه مرفأ الصيادين ومراكب النقل السياحي وجسر العبور نحو جزيرة عبد الوهاب المعتمدة مركزاً سياحياً.

في هذا الجزء، انعدمت الحركة، المراكب خالية، لا حركة فيها، وجزيرة عبد الوهاب مقفلة، ودورية للجيش اللبناني تمنع المارة وترسلهم إلى منازلهم، ومتى ابتعدوا عنها قليلاً، قصدوا مواقع أقل مراقبة أمنية.

في هذا الجزء، وفي التوقيت الأكثر ازدحاماً، غابت الحركة بنسبة ٩٩ بالمئة.

في الجزء الثاني من الحمام المقلوب وحتى الملعب الاولمبي، الانقسام الزمني يلعب دوره؛ فنهاراً، بدت الحركة عليه شبه معدومة، والمارة قليلة، وغاب باعة الأرصفة. لكن عصراً، ارتفع منسوب الخرق، ونشر بعض الباعة بسطاتهم يبيعون القهوة والفشار وغزل البنات، إنما اكثرية البسطات بدت فارغة من أصحابها.

وعند نقطة الحمام المقلوب، الأكثر تحبباً على قلوب ذواقة البحر، كان الخرق تاماً، واصطفت السيارات، وجلس بعض العشاق متقاربين يرشفون القهوة، وكذلك تجمعات شباب صغيرة، وهواة المشي.

الكمامات نادرة، ولا ظهور لقوات أمن تطبق القرار الحكومي.

ويقول أحد الباعة، محمود العلي، إنه مضطر للخرق، "لا أعيش في انتظام التدابير، وأولادي سيتضورون جوعا فيما لو التزمت، فكل مدخولي هو من عربتي ومن شغل اليوم".

عند زاوية نقطة الحمام المقلوب، محل شهير لبيع القهوة لصاحبه سؤدد. اعتاد المحل أن يتسبب بعجقة سير في المحلة في الأيام العادية، لكنه مقفل منذ بداية الحظر ولا يزال.

في اتصال مع سؤدد، قال: لا شك أنني أصبت بضربة معيشية خانقة لا تعوض، أنا وشقيقي وما لا يقل عن عشرة أشخاص يعملون معنا في تلبية طلبات الزبائن حيث كنا نبدأ العمل عند السابعة صباحاً، ونقفل منتصف الليل".

اليوم، الزاوية فارغة، وعشرات العاملين فيها فقدوا مصدر معيشتهم الوحيد.

وتبقى أبرز المظاهر على الكورنيش زمانياً ومكانياً، هي الصيادون، منهم الهواة، ومنهم المحترفون.

يعتبر العشرات من هؤلاء أن البحر بعيد عن الكورونا، ويقول الصياد حامد عابدي إن التباعد هو لمتر أو اثنين، لكن هنا على البحر، فإننا نبتعد عن الشاطئ مئتي متر، والكورونا لا تصل إلى مرابضنا غير الملحوظة بقرار الوزير.

مشهد الكورنيش عصراً عاصٍ على حزم القرار الحكومي، ولسان حال رواد الكورنيش: لا غنى لنا عن البحر، والشمس قاهرة كل الامراض.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم