الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"الساحر" من دون سحر

فاطمة عبدالله
"الساحر" من دون سحر
"الساحر" من دون سحر
A+ A-

لا سحر في مسلسل "الساحر"، ولا أرضية مُقنِعة. مهزوز البنية، ركيك الجدران والأعمدة. النتيجة: سقوط حتميّ. يقدّم المسلسل قصّة تتراءى شيّقة، عنوانها العريض لعبة القدر. مينا رجل "على قدّ الحال"، يعمل في الموسيقى، بما لا يرضي طموح الحياة. فجأة، يصبح واحداً من أهم المنجّمين، يهزّ بكلمة مصير عائلات البلد المقتدرة. من الأرض إلى الغيم، فقط لأنّ امرأة أريستوقراطية مخدوعة بزوجها، وجدت فيه محطّ ثقة. التنفيذ قضى على هذه المتعة الصغيرة في حكاية الأطفال الخرافية.

17 حلقة، انطلقت برتابة، ثم لملمت النفس، إلى أن انتهت كما بدأت: اهتزاز واختلال. تنتظر كارمن (ستيفاني صليبا) موت شقيقتها لتسحب البساط من تحت الزوج الاستغلالي عاطف (رودريغ سليمان). لا دليل يؤكّد خيانته وانتهازيته، فتلجأ إلى التبصير، لربما توسّط البصّار لها مع القدر. سنقول "إتس أوكي"، فالغريق يتمسّك بقشّة. لكن منحى العلاقة مع مينا، تطوّر بشكل مُستَهجن. سنقول أيضاً وجدت فيه أماناً لم تجده في منزلها، ونصدّق أنّ في المعادلة شيئاً من المنطق، لكنّ إفراطها في الثقة بـ"غريب"، واعتمادها عليه في التخطيط والتنفيذ، والمسائل العائلية المتعلّقة بشقيقتها، يُبعدان المنطق أشواطاً، على حساب إحساس بأنّنا نلهو بـ"التجليطة" والمعاملة كمتلقٍ ساذج.

إشكالية التبصير مهمّة، لو أتقن المسلسل محاكاة أعماقها. بدا كأنّه استغلّها لتحقيق جماهيرية، ثم ما لبثت أن انقلبت عليه. "جزء أول" باهت، لا سحر فيه، وإن سُمّي "الساحر". عرضه أضرّه؛ وخسَّره جولاته.

عابد فهد قدَّم ما في جيبه، حتى الفلس الأخير لنجاة مقامر. ماهر في اجتياز أرض ملغومة، فبرغم هشاشة الشخصية، أنقذ نفسه. ستيفاني صليبا ضبطت كفّتي ميزانها، مُحافظة على هدوء الخارج واشتعال الداخل. محمد حداقي مستفزّ في خبثه، مقنع في التلوُّن. رودريغ سليمان أستاذ؛ برغم تضعضع دوره. شرّه كرتونيّ. المسلسل من دون لمعة، في الشخصيات والسياق. "الناس بواب" بصوت جوزف عطية، الأجمل تقريباً. "ضباب ورؤية عدم"، في الصميم.

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم