الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"هجوم لدبابير قاتلة في الصين والهند وإيران"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
"هجوم لدبابير قاتلة في الصين والهند وإيران"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
"هجوم لدبابير قاتلة في الصين والهند وإيران"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
A+ A-

في المزاعم المتناقلة أن ما يشاهد في الفيديو هو "هجوم دبابير قاتلة في الصين والهند وإيران"، وأيضا باكستان. مشاهد أولى تظهر اشخاصا أصابهم الهلع، فيما كانوا يبعدون بأيديهم أشياء فوق رؤوسهم. وفي مشاهد أخرى، سقط أشخاص ارضاً، مغشى عليهم... غير ان هذه المزاعم خاطئة. المشاهد الأولى تظهر أشخاصا يتعرضون لهجوم نحل او دبابير على الأرجح في ماناغوا عاصمة نيكاراغوا، بينما تتعلق المشاهد الأخرى بحادث تسرّب غاز في مصنع كيميائي شرق الهند في 7 أيار 2020. FactCheck#  

"النهار" دقّقت من أجلكم

الوقائع: منذ يومين، تكثف تناقل هذا الفيديو في حسابات وصفحات عربية، في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، ويوتيوب (هنا، هنا، هنا...). وقد أرفق بالمزاعم الآتية: "زنبور سام يهاجم البشر في الهند"، "هجوم دبابير قاتلة في الصين والهند وإيران"، وأيضا "دبابير قاتلة تهاجم الناس في الهند وباكستان!"، وبعد كورونا... دبابير آسيوية قاتلة تلدغ كالأفعى تغزو أميركا والهند وباكستان"، و"ظهور النحل العملاق القاتل في الهند". 

التدقيق: 

-الفيديو المتناقل يجمع بين مقطعين منفصلين. الأول من التوقيت 0,00- 0,16 ثانية. والآخر من 0,17- 1,52. 

-بحثا عن المقطع الأول (0,00- 0,16) بواسطة تجزئة المقطع إلى مشاهد ثابتة (Invid)، يتبين أن حسابات اجنبية، خصوصا بالاسبانية، تتناقله (مثل هنا، هنا، هنا...)، بمزاعم انه "هجوم للنحل في مدينة"، وايضا "دبابير ضخمة تهاجم السكان في الولايات المتحدة، والمسكيك".

غير ان العديد من المستخدمين لوسائل التواصل لفتوا الى ان المقطع التُقط عند ميتروسنترو بماناغوا في نيكاراغوا Metrocentro Managua- Nicaragua (مثل هنا). وقد أمكن "النهار" التواصل مع احدى الصفحات في الفيسبوك المتخصصة بنشر صور لماناغوا. وكان تأكيد لما ذكره المستخدمون: "المقطع يعود بالفعل الى ميتروسنترو بماناغوا، عاصمة نيكاراغوا"، موضحة انه قديم.

الأشخاص الذين يظهرون فيه "لا يضعون كمامات واقية"، التي تفرضها الوقاية في زمن انتشار وباء كورونا، وفقا للملاحظ. وقد امكن ايجاد المقطع منشورا قبل أكثر من شهر (5 نيسان 2020، هنا)، من دون القدرة على ايجاد مصدره الأول، ولا تحديد ما اذا كان الاشخاص في المقطع تعرضوا لهجوم من دبابير او نحل.  

-بحثا عن المقطع الثاني (0,17- 1,52) بواسطة تجزئة المقطع إلى مشاهد ثابتة (Invid)، يقود البحث الى الهند. المشاهد تظهر ضحايا تسرّب غاز في مصنع كيميائي شرق الهند (7 أيار 2020). وينشرها موقع Times Of India (هنا)، وانفو فرانس 2 (هنا)، وهنا ايضا (Vizag gas leak). وبالتالي لا علاقة لهجوم دبابير قاتلة على الناس في الهند، وفقا للمزاعم. 

في التفاصيل، تسرّب الغاز من خزانات في مجمع تملكه شركة "إل جي تشيم" الكورية الجنوبية التي كانت علقت العمليات في المجمع بسبب إجراءات العزل التي تفرضها الهند للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد. وأظهرت مشاهد قنوات التلفزيون المحلية الهندية عددا من الأشخاص من بينهم نساء وأطفال، مستلقين بدون حراك أرضا في شوارع فيزاخابتنام، المدينة الصناعية الساحلية في ولاية أندرا براديش (أ ف ب، 7 أيار 2020، وهنا بي بي سي).

-يشار الى ان تناقل هذا الفيديو المركب يتزامن مع انتشار خبر "الدبابير القاتلة" في الولايات المتحدة أخيرا. في 3 أيار 2020، أوردت شبكة "سي ان ان": في زمن كورونا... دبابير آسيوية قاتلة تُرصد في الولايات المتحدة للمرة الاولى. وذكرت انه "تم رصد الدبابير العملاقة الآسيوية في الولايات المتحدة للمرة الاولى، وبطول يزيد عن بوصتين ما يعادل 6 سنتم، وبذلك فهي أكبر الدبابير في العالم مع لدغة حيث يمكن أن تقتل الإنسان إذا لدغته مرات عدة، وفقًا لخبراء في جامعة ولاية واشنطن فقد أطلق عليها الباحثون لقب "دبابير القتل".

وحذر علماء أميركيون من خطر "الدبابير القاتلة" التي قالوا إنها تهدد أعداد النحل الأميركي "المنخفضة أصلا" وكذلك حياة البشر في الولايات المتحدة، بسبب عادات تلك الدبابير الغذائية وأيضا بسبب السم الذي تحمله لدغاتها (الحرة، 6 أيار 2020). وبحسب مجلة "ناشيونال جيوغرافيك"، فلا أحد يعرف كيف وصلت الحشرات إلى الولايات المتحدة من مواطنها الأصلية في شرق آسيا واليابان. ونقلت عن كريس لوني، عالم الحشرات في وزارة الزراعة في ولاية واشنطن، إن هذه الحشرات "هائلة جداً" بحجمها، مضيفا "أنا قلق جداً". وابدى اعتقاده أن هذه الحشرات يحتمل أن تكون نقلت بطريق الخطأ في حاويات الشحن من إحدى البلدان التي تعيش فيها".

النتيجة: المزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "هجوم دبابير قاتلة في الصين والهند وإيران، وايضا باكستان"، مزاعم خاطئة. المشاهد الأولى التقطت على الأرجح في ماناغوا عاصمة نيكاراغوا، بينما تتعلق المشاهد الأخرى بحادث تسرّب غاز في مصنع كيميائي شرق الهند في 7 أيار 2020. 

[email protected]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم