الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

سائق يقود سيارة وقود مشتعلة... مصريون ينالون شهرة واسعة بسبب إنقاذ الأرواح

المصدر: "النهار
محمد أبو زهرة
سائق يقود سيارة وقود مشتعلة... مصريون ينالون شهرة واسعة بسبب إنقاذ الأرواح
سائق يقود سيارة وقود مشتعلة... مصريون ينالون شهرة واسعة بسبب إنقاذ الأرواح
A+ A-

لا صوت يعلو في الشارع المصري فوق شهامة سائق أنقذ مدينة كاملة من كارثة محققة، بعدما قاد شاحنة وقود مشتعلة خارج محطة بنزين حتى لا تشتعل النيران في المحطة، وكاد يضحي بحياته بقيادة سيارة وقود مشتعلة ومعرضة للانفجار في أي وقت من أجل إنقاذ مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية.

أنقذ السائق طلعت سالم مدينة العاشر من رمضان من كارثة، كادت تعيشها المنطقة فجر أمس الأحد، حيث كان يقود حاملة وقود تحمل 45 طناً وخلال تفريغها في محطة وقود في المجاورة 46، اشتعلت النيران بها ليتمكن سائق السيارة من قيادتها إلى خارج محطة الوقود بمسافة 200 متر وقفز منها قبل انفجار الشاحنة ليمنع الانفجار بداخلها ويمنع كارثة محققة.

وفيما أسرع العمال بمحاولة إطفاء المحطة أدرك السائق حجم الكارثة لو انفجرت الشاحنة وسط المنطقة السكنية، وعلى الفور قام بقيادة الشاحنة المحملة بالوقود نحو منطقة خالية وفصل الشاحنة عن المقطورة الخلفية المحملة بـ17 ألف لتر وقود، ثم ابتعد بالشاحنة المشتعلة في المنطقة الفضاء خارج المساكن، حيث أوقفها مشتعلة ثم قفز منها.

وأكد السائق في تصريحات صحافية أنه اتخذ القرار في ثوان بقيادة الشاحنة المحملة بالوقود والسير بها بعيداً خارج المحطة، قائلاً: “الخسائر كانت ستكون ضخمة إذا انفجرت السيارة بداخل المحطة”.

السائق نال إشادات كبيرة وانضم إلى قائمة طويلة من حالات الشهامة والبطولة بين عدد من المصريين خلال الفترة الماضية، حيث تكرر الموقف نفسه قبل أشهر عدة بعدما ساهم شاب مصري يدعى محمد عبدالحميد عبدالله، ويعمل سائقاً، في إنقاذ قرية كاملة من اشتعال النيران، بسبب سيارة وقود مشتعلة أثناء تفريغها البنزين داخل محطة الوقود في القرية، حيث كانت السيارة محملة بـ8 آلاف و500 لتر بنزين، مؤكداً أنه بمجرد اشتعال النيران في السيارة قرر الهروب بها وعدم تركها لتنفجر بجوار المنازل، حتى وصل إلى أرض فضاء وتركها بها لينقذ حياة العشرات مخاطراً بحياته بقيادة سيارة محملة بالبنزين ومشتعلة.

كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي قبل أشهر مقطع فيديو لأحد الشباب في منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة، تسلق مواسير الغاز بشكل سريع حتى الطابق الثالث لينقذ ثلاثة أطفال من حريق طال شقتهم.

وأظهر الفيديو صعود الشاب سريعاً ليحمل أحد الأطفال الثلاثة من داخل الشرفة على ظهره وينزل به على الماسورة لأقرب شرفة ويسلمه إلى بعض الأهالي، ثم يصعد مرة أخرى وينقذ الطفل الثاني ونزل به بالطريقة نفسها أيضاً، وكرّر العملية مع الثالث، لينقذ الأطفال الثلاثة ويصبح أحد أشهر المصريين.

وفي إيطاليا، كان هناك مثال آخر لشهامة ورجولة المصريين، حيث نجح الطفل المصري رامي شحاتة، ابن الـ13 عاماً، والمقيم في إيطاليا مع أسرته، الذي استخدم ذكاءه في التعامل مع مجرم حاول إشعال النار في حافلة مدرسية كان على متنها 51 طفلاً وتفجيرها، ليخفي هاتفه عندما كان الخاطف المزعوم يصادر هواتف الطلاب الآخرين داخل الحافلة، واتصل بوالده بينما كان يتظاهر بالصلاة باللغة العربية، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية، ثم اتصل بالشرطة.

وبعد وصول الشرطة الإيطالية، كان المشتبه فيه صبغ السيارة بسائل قابل للاشتعال، وقال: "لا أحد سينزل من هنا حياً"، وبعدها اشتعلت النيران في الحافلة التي كانت متجهة من مدينة كريمونا في لومباردي لكن الشرطة تمكنت من إبعاد جميع الركاب، وإنقاذ الحافلة.

مواقف شهامة المصريين الجديدة أعادت للأذهان واقعة شاب محطة مصر، الذي أنقذ أرواح عشرات المصابين من الحريق الذي اشتعل في المحطة، بعد اصطدام أحد الجرارات بالرصيف وانفجار خزان الوقود، حيث تقمص الثلاثي وليد مرضي ومحمد عبدالرحمن ومحمد ذئب، ثلاثة من عمال المحطة، دور البطولة بإطفاء النيران من بعض المصابين من خلال "جراكن" مياه ليتحولوا إلى أبطال.

كما ساهمت شجاعة المصريين في إنقاذ حياة مئات اليونانيين، بعد الحرائق المدمرة التي ضربت اليونان واجتاحت شبه جزيرة بيلوبونيز الجنوبية، تحولت على إثرها قرية ماتي اليونانية، فى غضون ساعات قليلة إلى كتلة من ألسنة اللهب المشتعلة، حيث تجلت شجاعة عدد من الصيادين المصريين العاملين على مراكب الصيد باليونان، في إنقاذ أهل القرية وبخاصة الثنائي محمود السيد موسى، وعماد إبراهيم الخميسي، حتى كرّمهما الرئيس اليوناني، وأمر بمنحهما الجنسية اليونانية مقابل شجاعتهما وبطولتهما، وكان الصياد المصري محمود السيد موسى، قد أطلق الاستغاثة الأولى عبر فيديو بث مباشر في موقع فايسبوك يستنجد خلاله بمراكب الصيد الموجودة في المنطقة القريبة من القرية لمساعدته في إنقاذ عشرات الأهالي، بعد أن تلقى صاحب المركب الذي يعمل على متنه "موسى" استغاثة من أحد اليونانيين يطلب منه مساعدته في العثور على زوجته المفقودة في البحر، فارتدى ملابس البحر وأحضر عوامات الإنقاذ وانطلق هو وصاحب المركب اليوناني في طريقهما إلى القرية المنكوبة دون خوف من الموت.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم