الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سقطة "النحات" و"نتفُ" ريشه!

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
سقطة "النحات" و"نتفُ" ريشه!
سقطة "النحات" و"نتفُ" ريشه!
A+ A-

15 حلقة تُوصَف بكلمة: سقطة! "النحّات" يُخرج باسل خياط من مقدّمة المشهد الرمضاني، ويضعه في مكان ليس في العادة له. ندرك الظرف. كورونا لم يخربط مسلسلاً فحسب، بل خربط العالم وإنسانه. الخلطة على هذا الشكل، خاوية. عمل مسلوب الروح، لو أُرجئ ربما، لعبَرَ إلى النجاة. تقديمه "منتوف" الريش، أضرَّ ولم يفِد.

لِمَ الاستعجال ولِمَ السلْق؟ فهذا لا يليق بحجم نجم رمضاني اعتاد الاقتحام والتفوُّق. بين قتل روح العمل وقطع أنفاسه، أو الإرجاء ليهدأ البال، أمكن الصبر بعض الشيء. المسلسل (كتابة بثينة عوض، إخراج مجدي السميري) لم يبلغ حتى نصف حضوره. باسل خياط بثلاث شخصيات لا تبقى بعد المشهد. حتى دور الشبح رند، مرَّ هزيلاً، كظلال عابرة. إلى جانب الشخصية، بطلات متبخّرات. أمل بشوشة تظهر في الحلقة 8 من 15! ظهور عادي، أمكن أي ممثلة القيام بالواجب. في العموم، بازل مفقودة قطعه، فراغاته نافرة، والنواقص تغلب التماسك. سقطة رمضان.

لا يمكن المراهنة على الاسم وحده لوضع المسلسل في الجيب. الاسم يرجّح كفّة العمل، لكنّه لا يحسم النتيجة. والفنّ حين تفترسه الغايات التجارية، تجرّده من الملامح، ولا تُبقي منه إلا هيكلاً عظمياً. الأسماء المُشاركة أمكن أن تُعطي زرعاً صالحاً، لكنّ الحصاد النهائي كان اليباس. ليا بو شعيا، بطلة، بالكاد تركت أثراً، عوض أن "يهزّ" وجهها الجديد (مثّلت دوراً في "بيروت سيتي") الساحة ذات الوجوه المألوفة (ريم خوري في "الكاتب" مثلاً، تركت حضوراً). بدت كأي ممثلة ثانوية، ضئيلة المرور. دياموند بو عبود، بخبرتها وشطارتها واختلافها، لم يمنحها المسلسل بحلقاته الـ15 المبتورة، فرادة درامية. وندى أبو فرحات، حين كادت تخطو خطوة واثقة لخبط قدمها، انتهى المسلسل! يُحسب لها دور الأم المُعذّبة، بالأرق تحت عيونها، وجلساتها النفسية وأمزجتها السيئة. عدا ذلك، ضاع الدور في المتاهة. مرَّ جوزف بو نصّار بسرعة فائقة، كأنّه في سباق مع الوقت الفاصل ما بين البداية والنهاية، كمرور كارول عبّود الغامض، المغلّف بضبابية الأسود الزائد على حدّه من دون منافذ للنسائم.

إيلي متري وقاسم منصور في الجدّ، يستحقّان فرصة، ودارينا الجندي مايسترو أدوارها. ميل الكاميرا إلى الظلمات وكآبة المزاج طوال الوقت، أثقل المسلسل وأتعب ناسه، برغم بعض اللقطات الإبداعية. تمرّ قضية تهريب الألماس والباسبورات المزوّرة كمزاح درامي، لا تستميل مُشاهداً، فيتمهّل أمامها. ربما تكون الزبدة في "الجزء الثاني"، فتطرّي الرأي وتعدّل الانطباع، إنّما ما مرَّ طوال 15 حلقة مخيّب، لا يفتح مجالاً للمسايرة وتجميل الكلمات.

يدرك باسل خياط المناسب مِن الأنسب، وله حساباته. في ميزان النقد، الكلمة للمُشاهد. "النحّات" ضربة موجِعة على الرأس، دواؤها ليس بالطبطبة على الكتف والارتماء في الحضن، فينتهي الأمر. ترك التراجع، بعد التقدُّم، والخروج من السباق، بعد التباهي بميدالياته. للممثل حقّ الخيار، بشرط تحمُّل النتائج. الصراحة مؤلمة: "النحّات" كما عُرض، من الأسوأ في رمضان.

اقرأ أيضاً: النذالة تُحاضر بالعفّة... مكسيم خليل: الفضيحة والحقيقة

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم