بترا خوري لـ"النهار": ما نشهده من عدم التزام بالوقاية خطير جداً والإصابات سترتفع

أثار قرار  تنظيم عودة الحضانات إلى العمل بدءاً من 11 أيار شرخاً واضحاً ومادة جدلية ما زالت تتوالى فصولها تباعاً. ما أعرب عنه وزير الصحة مقلق وعلينا التوقف عنده: "إذا بقيت نتائج إصابات #فيروس كورونا مرتفعة سأطلب من مجلس الوزراء إقفال البلد 48 ساعة"، وربما هذا ما يشرح قراره في تأجيل فتح الحضانات أيضاً بعد إعلان إعادة تنظيم فتحها. سؤال واحد يتناقله الأهالي منذ الأمس: كيف يمكن فتح الحضانات في حين أقفلت الصفوف من الصف الأول حتى التاسع أساسي ولا عودة لهم إلى المدارس بعد اليوم؟

توضح مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية بترا خوري لـ"النهار" أن "وزير الصحة قرر بالأمس تأجيل فتح الحضانات إلى 1 حزيران، نتيجة عدم التزام المواطنين بأدنى معايير وتدابير الوقاية، وبعد مراقبة ومتابعة لمدة أيام تبيّن التفلت وعدم التقيد بالإجراءات الوقائية الذي يؤدي حكماً إلى ارتفاع في عدد الإصابات. وكانت اللجنة قد وضعت خطة منذ أسبوعين لإعادة فتح لبنان لكن التواريخ تتغيّر حسب المعطيات على أرض الواقع. نتيجة مراقبة تحركات الناس وسلوكياتهم توقعنا ارتفاع الإصابات، وبناءً عليه قررنا تأجيل فتح الحضانات".

هل هناك تخوف من ارتفاع الإصابات مجدداً في لبنان نتيجة إهمال المواطنين للتدابير الوقائية؟ لا تخفي خوري أننا "نقترب من الخطر لأن الناس لا تلتزم حتى بارتداء الكمامات خارج المنزل. فبالإضافة إلى عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، نشهد أيضاً حركة اجتماعية من خلال الزيارات المكثفة عند بعضهم البعض، أو تجمع الأولاد في منزل واحد للعب واللهو دون أدنى أجراءات وقائية وكأننا في عطلة صيفية وليس في عزل منزلي بسبب خطر انتقال العدوى".

بعد تأجيل الحضانات، هل سنشهد على تأجيل لعودة الطلاب إلى المدارس بعد أن أعلن وزير التربية عودتهم في أواخر أيار؟ تشدد خوري على أن "التوصيات تتغيّر وفق المعطيات، ولكن ليس منطقياً أن نحرم الطالب من استكمال دراسته، ولكن نسمح له باللعب مع مجموعة أولاد في المنزل. هناك مجموعة من الأهل تريد إرسال أولادها للتعلّم. خطر التقاط الفيروس عند الطالب هو نفسه الخطر الذي يتعرض له الأهل عند ذهابهم إلى العمل، لأنه بمجرد أن تخرج من منزلك أنت معرّض لالتقاط المرض. وبالتالي، لدينا مسؤولية تجاه هؤلاء الأولاد، وهناك فئة منهم في حال لم تذهب إلى المدرسة هي معرضة للقيام بأشياء أخرى لا يجب القيام بها. نحن أمام مسؤولية اجتماعية، وإعادة فتح المدارس كانت بعد دراسة تصبّ في مصلحة الأولاد، لأن الخطر الصحي موجود في الحالتين. عندما التزمنا الحجر المنزلي لمدة شهرين لم يُحكَ عن عودة المدارس، ولكن اليوم ما نشهده من اختلاط بين الأولاد وعدم احترام التباعد الاجتماعي والتدابير الوقائية هي التي دفعتنا إلى اتخاذ هذا القرار". 

وبطبيعة الحال، لا يرضي التبرير الرسمي كثيرين اذ كيف للأولاد أن يذهبوا الى الحضانة، وألا يذهبوا الى صفوف ما قبل الثالث ابتدائي؟ المعايير لا تبدو واضحة في علميتها مطلقاً، لاسيما مع الأخطار الماثلة مع تسجيل الاصابات اليومية.