الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

شاشة - بديع أبو شقرا: أداء الصفّ الأول

فاطمة عبدالله
شاشة - بديع أبو شقرا: أداء الصفّ الأول
شاشة - بديع أبو شقرا: أداء الصفّ الأول
A+ A-

ينطبق على بديع أبو شقرا القول الشعبي: "وين ما بترميه بيجي واقف"، في الرومانسية والاحترام وردّ الاعتبار؛ وفي العنف والقسوة وسحق الضحايا. يطلّ في رمضان بدورين، الجسور بينهما مقطوعة: جواد في "بالقلب" وباسم في "بردانة أنا". الأول رقيق، والثاني وحش. رجل واحد أمام إشكاليتي الأخلاق والأثمان. لا يقصّر في الإذعان للأقدار. كأنّه حقاً في مأزق الوفاء والطفولة القاسية. درجات الإقناع عالية، والشخصية بمفاتيحها وأبوابها، تماماً بين قبضته.

فلنبدأ بـ"بردانة أنا" ("أم تي في")، بما تحمله شخصية باسم من شحن وتوتّر وعنف وذاكرة مهشّمة. أبو شقرا يفصّلها على قياس الخبرات المسرحية وزوّادة الاجتهاد. باسم قاتل زوجته، معنّف بناته، مدمن كحول ومخدّرات، متزوّج من قاصر، سلوكه مشبوه. خارج على القانون، ينفد من الحساب، لا يخشى المجاهرة بالتورّط. يتقن أبو شقرا استفزاز المُشاهد. يضمن التسبّب بخوف الآخرين منه، ونفورهم من تصرّفاته. لا يهادن في الوصول بالشخصية إلى النهاية، برغم وعورة الطريق وأشواكها. يعطي كلّ ما لديه: نبرته، طريقة نظرته ولغة جسده. يدوزن ما بين الانفعال والانكسار، موازينه غير عادلة، مرّة هو الضحية ومرّات هو الجلّاد. تارة هو حصاد تربة مسمومة، وتارة أخرى هو السمّ. شخصية مثل جرس إنذار: كن يقظاً طوال الوقت من أطبعة البشر وأنيابهم، ومن المجتمع وهو يربّي الذئاب.

في "بالقلب" ("أل بي سي آي")، يعيش جواد بذنب موت شخص آخر وهبه قلبه للنجاة بالحياة. لا يكفّ عن الإحساس بالحاجة إلى ردّ الجميل والتعويض عما فات. أداء نبيل؛ بالصمت والكلام، وتحديداً بالنظرات. يُقنع أبو شقرا في إيصال الرسالة، يشعر كأنّه مُذنب في العيش والتنفّس والبقاء. جواد وسط مجتمع يتعامل مع المسألة بريبة. لا يستوعب مشاعر اللوعة والحاجة إلى قنص اللحظات. يُفسّر على طريقته، سلوكه وردّ فعله والاصرار على البداية الجديدة. شخصية مختلفة، يوصلها بديع أبو شقرا، بالقلب. هو في الصفّ الأول.

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم