الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أصدقاء وخصوم ساعدوا أميركا في محنة كورونا...لكن بأي ثمن؟

أصدقاء وخصوم ساعدوا أميركا في محنة كورونا...لكن بأي ثمن؟
أصدقاء وخصوم ساعدوا أميركا في محنة كورونا...لكن بأي ثمن؟
A+ A-

لطالما فاخرت الولايات المتحدة دوماً بتقديم المساعدة لدول أجنبية دليلاً على حسن النية، والآن بات على حلفائها وخصومها مدّ يد العون لها بعد أن تضّررت بشدّة من تفشّي فيروس كورونا المستجد، لكن هذه المساعدة ليست من دون مقابل.

وفي الأسبوعين الماضيين أرسلت كلّ من تركيا التي تسعى إلى تبديد التوتر مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي، ومصر التي يعتمد رئيسها على دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى الولايات المتحدة طائرات محمّلة بمعدّات طبيّة. وأرسلت تايوان التي تعتمد على واشنطن للدفاع عنها من الصين، ملايين الكمامات.

كما أرسلت كلّ من الصين وروسيا، خصمتا واشنطن، معدّات طبية إلى الولايات المتحدة حيث تسبّب تفشي الفيروس بوفاة أكثر من 67 ألف شخص.

وهذه الهبات غالباً ما يستخدمها القادة كي يظهروا لشعوبهم، أنّهم يكسبون "احترام وإعجاب العالم"، بحسب الأستاذ الجامعي نيكولاس كال، الذي يجري أبحاثاً حول السُمعات الدولية في جامعة جنوب كاليفورنيا. وقال كال إن الهبات الأكثر إيجابية من ناحية الصورة هي تلك التي يبدو أنّ لا دوافع سياسية خلفها، كإرسال ألبانيا، وهي من أفقر الدول في أوروبا، أطباء إلى إيطاليا. وعلى العكس، أثارت المساعدة الصينية شكوكاً وقت تتّهم واشنطن بيجينغ بالتستّر على مصدر الوباء.

قبول كل المساعدات تقريباً

والتاريخ المعاصر مليء بأمثلة على دول رفضت حكوماتها أي مساعدة دولية، لكنّ الولايات المتحدة أكّدت أنّها ترحّب بأي تعاون في مكافحة كورونا.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية "نثمّن الكرم والدعم من كافة أنحاء العالم".

وأرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة معدّات لكشف الإصابات بينما بعثت دول حليفة كبولونيا، طواقم طبية.

ولم تتلقّ الحكومة الفيديرالية الأميركية مساعدة مباشرة من الصين، لكنّ بيجينغ ساعدت واشنطن من خلال تقديم مساعدات لولايات أميركية أو من خلال هبات خاصة.

وفي نهاية آذار، أعلن جاك ما، أغنى رجل في الصين، تقديم 500 ألف فحص لكشف الإصابة وشكره حاكم نيويورك أندرو كومو على هذه الهبة، وشكر أيضاً مؤسسات صينية والقنصلية الصينية لإرسالها ألف جهاز تنفس اصطناعي. وأخيراً، قدّمت مقاطعات صينية مساعدات لولايتي ميريلاند ويوتاه، وأظهرت صور مسؤولين أميركيين يحملون لافتات ترحب بهذه الصداقة. وأثارت روسيا ضجة إعلامية عندما أرسلت طائرة عسكرية محمّلة بكمامات وأجهزة تنفس ومعدات أخرى إلى نيويورك - في لفتة وصفها دونالد ترامب بـ"اللطيفة جداً" حتّى وإن شدّدت وزارة الخارجية الأميركية على أنّها ليست هبة بل بضاعة دفع ثمنها.

ومذّاك ارتفع عدد حالات كورونا في روسيا بشكل كبير، في حين تساءل عدد من رواد الإنترنت عمّا إذا كانت مصر أو تركيا قادرتين فعلاً على مساعدة الآخرين.

وقدّمت تركيا مساعدات لـ55 بلداً، ويأمل رئيسها رجب طيب اردوغان بتبديد التوتر خصوصاً مع الكونغرس الأميركي في شأن شراء أنقرة نظام دفاع جوياً روسياً.

وهذه البادرة تندرج في إطار علمية تقارب مع الولايات المتحدة في حين "ألقى" اردوغان "بكل ثقله وراء ترامب"، الذي يسعى للترشّح لولاية ثانية في تشرين الثاني ، بحسب مدير البرنامج التركي في "ميدل ايست انستيتيوت" غونول تول. وأضاف تول :"لكنّ مشكلة تركيا مع الولايات المتحدة عميقة جداً لتسويتها بحملة العلاقات العامة هذه".

الإضرار بصورة الولايات المتحدة؟

والمرة الأخيرة التي تلقت فيها الولايات المتحدة هذا الكم من المساعدات الدولية يعود إلى الإعصار كاترينا في 2005.

وعامذاك، قبلت إدارة جورج دبليو بوش المساعدات من كل أنحاء العالم من دون اعتبارات سياسية، باستثناء الموافقة على استقبال أطباء أتوا من كوبا.

وبحسب نيكولاس كال من المدهش أن نلاحظ قلة إهتمام الأميركيين بالمساعدة التي ترسلها واشنطن إلى الخارج، وهم يعارضون تقديم أي مساعدة خلال هذه الأزمة. وتعهّدت الولايات المتّحدة تقديم مساعدات إلى الخارج بقيمة 775 مليون دولار لمكافحة كورونا، بحسب وزارة الخارجية الأميركية. لكنّ ترامب علق التمويل الأميركي لمنظمة الصحة العالمية بعدما اتّهمها بالتحيّز للصين. ويرى كال أنّ شعار ترامب "أميركا أولاً" المرفق بمشاهد مأسوية في البلاد بسبب وباء كوفيد-19 قد يضرّ على المدى الطويل بصورة الولايات المتحدة.

اقتراض 3 تريليونات دولار

في غضون ذلك، كشفت وزارة الخزانة الأميركية إنها تخطط لاقتراض نحو ثلاثة تريليونات دولار في الربع الثاني من 2020، وهو ما يزيد عن خمسة أضعاف المستوى القياسي السابق للاقتراض الفصلي، بينما تنفق الحكومة الاتحادية بوتيرة محمومة لتخفيف تداعيات فيروس كورونا.

وأضافت في بيان أنها ستقترض 2.999 تريليون دولار في الأشهر الثلاثة من نيسان إلى نهاية حزيران، وهو أيضاً رقم أعلى من المستوى القياسي السابق للاقتراض لسنة مالية كاملة البالغ 1.8 تريليون دولار والمسجل في 2009.

والمستوى الجديد المستهدف يعادل أكثر من خمسة أضعاف الرقم القياسي السابق للاقتراض الفصلي والمسجل في النصف الثاني من 2008 ابان الأزمة المالية العالمية. وقال مسؤول بارز في الوزارة :"هذا أكبر مما نفعله في العادة في عام". وبلغ صافي الاقتراض في السنة المالية السابقة 1.28 تريليون دولار.

وقالت الخزانة إنها تتوقع اقتراض 677 مليار دولار في الأشهر الثلاثة من تموز إلى نهاية ايلول. وكانت اقترضت 477 مليار دولار عبر أسواق الائتمان في الأشهر الثلاثة من كانون الثاني إلى نهاية آذار.

وستعلن الخزانة الأميركية غداً تفاصيل إضافية لإعادة التمويل الفصلي. وفي شباط، قالت الخزانة إنها ستعلن عن تفاصيل سندات جديدة مقترحة لأجل 20 عاما في أيار.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم