الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"سكر زيادة": المهزلة!

فاطمة عبدالله
"سكر زيادة": المهزلة!
"سكر زيادة": المهزلة!
A+ A-

انتظرنا لربما يتحسَّن، لكنّه لم يفعل. تتقدّم حلقات "سكر زيادة"، لتؤكّد المهزلة. كوميديا ركيكة، عجباً كيف تُضحِك أو تُعجِب. حتى تاريخ نجماته لم ينقذه. أمهلناه وقتاً، فخذل الانتظار. لا يرتقي النصّ إلى مستوى الحاجة لضحكة. فراغاته هائلة.

عذراً على القسوة، لكنّ الصراحة لا تُجمَّل. ندرك أنّ النيّة محاولة الإضحاك ومسح عبوس الزمن، وتكبُّد تكاليف الإنتاج غايتها إرضاء الأذواق. المعضلة الكبرى في النصّ (أيمن جمال) المُسطّح تماماً. الفارق هائل بين الخفّة والاستخفاف. تشاء الناس أحياناً التفرُّغ للوقت الضائع، لكن ليس على هذا الشكل. ما نشاهده، مواقف هوائية. شجار مجّاني وزعيق مزعج. الكوميديا أعمق من صراع مراهق، لا بُعد فيه. يبدأ ثم ينتهي كفقاعة. أربع سيدات تحت سقف فيلا، يُقدِمن على مواقف كأنّهن خارج خبرات العُمر ودروسه الناضجة. ليس المقصود من المسلسل (إخراج وائل إحسان، "أم بي سي") ملء الرأس بالعِبر، لكن "شي ومنو". ناديا الجندي، نبيلة عبيد، هالة فاخر وسميحة أيوب، أربعة أسماء من الذاكرة المصرية، يجتمعن من دون أرضية مبدعة. النتيجة: لا لمعة ولا إبهار. الأجدر استهلاك الميزانيات على النصوص أولاً، قبل الاكسسوارات، وعلى العمق وإن كان للتسلية. لكلّ من عصمت وكريمة وفوزية وجميلة صفحات مفتوحة على أكثر من حكاية، والنصّ لا يجيد الفلش. يكتفي بما يظهر على الصفحة الأولى، حيث تشعر كأنّ المسلسل من دون نكهة، أو تنقصه رشّة معنى، فتدوزن الطعمة.

ضيوف شرف، في كلّ حلقة، يحاولون دفع الأحداث إلى الأمام. لو اجتمعت النجمات الأربع في قالب مُتقَن، لما وقع وتألّم. لو استُثمر حضورهنّ بمهارة، لأدّين وربما تفوّقن. الحظّ السيئ، هو في النصّ السيئ. إننا هنا أمام علاقات هشّة، قائمة على رفع الصوت وافتعال التشنّج. تعارف لا يكتمل، وتمثيليات ركيكة عن الارتباط والزواج. تخرج من الحلقة متأسفاً على التركيبة. حتى التاريخ أحياناً لا يرحم. وما كان بالأمس ذهباً، اليوم لا يلمع.

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم