ملاعب مونديال قطر "الصديقة للبيئة" جاهزة لاستخدام تقنية التبريد

أكد الدكتور سعود عبدالغني مهندس تقنية تبريد ملاعب #كأس_العالم 2022 المقررة في #قطر أن الإضافة النوعية للملاعب المبردة، التي تبنيها #قطر استعداداً لاستضافة المونديال، أعطت زخماً متميزاً للدولة في المنافسات للفوز بحق تنظيم بطولات دولية، ووضع #الدوحة كوجهة عالمية للرياضة بالمنشآت الرياضية المتقدمة فيها.

وأشار عبدالغني في حوار مطول نشره الموقع الإلكتروني الرسمي لجريدة "العرب" القطرية إلى أن هذه الملاعب جزء لا يتجزأ من منظومة خدمية متكاملة كالمطارات الحديثة ومحطات المترو والخدمات الفندقية والترفيهية، التي تشرع قطر في إنشائها بما يتناسب مع رؤية عام 2030.

وأوضح عبدالغني أن قطر تسعى لتقديم ملاعب صديقة للبيئة، لكي توفر مردوداً ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً لمحيطها، مضيفاً أنها وكجزء من الإرث، وضعت هذا الجهد الهندسي لكل المهتمين في العالم، للإفادة منه.

وأشار إلى أن كأس الخليج في نسختها الأخيرة التي استضافتها قطر، شكلت مناسبة فريدة للطواقم والفرق والاتحادات الكروية والرياضية الخليجية، للتعرف عن قرب والإفادة من مميزات الملاعب المبردة.

وأضاف: "فازت قطر بحق تنظيم كأس العالم لألعاب القوى 2019، من بين منافسين قويين هما الولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا، وكان استاد خليفة الدولي المبرد عامل الجذب الأول والرهان بالفوز بحق تنظيم البطوله التي شهدت تسجيل عديد من الأرقام القياسية الجديدة على المستوى الشخصي للاعبين".

وتابع: "عزا كثير من اللاعبين تحسين أدائهم بتوفر البيئة الحرارية المناسبة والمطمئنة لهم، لدفع أنفسهم لتسجيل الأرقام القياسية من دون قلق على صحتهم، ووصف عدد منهم تجربتهم باستاد خليفة الدولي، أنها كمن يلعب باستاد مغلق، ولكنه ملعب مفتوح".

وقال إن فكرة تبريد ملاعب مونديال 2022 ليست وليدة اللحظة أو عند تقديم قطر لملف استضافة البطولة، حيث إن الفكرة موجودة باعتبار أن استخدام وتطوير تقنيات التبريد والتكييف، يخلق بيئة صحية ملائمة لممارسة الأنشطة الرياضية بشكل عام، وكذلك يمكن استخدام التبريد في مجالات أخرى عديدة للقطاع السياحي والإنتاج الحيواني والزراعي، ويمكن الافادة من الاستادات التي تستخدم هذه التقنية على مدار الساعة وطوال أيام العام، مما سيترك إرثاً لقطر، ويجنب بناء منشآت رياضية غير مستغلة بعد انتهاء البطولة.

وأكد عبدالغني: "فكرة التحكم بالمناخ لإنشاء بيئة حرارية آمنة للمنافسات هو الهدف المنشود لتتميز قطر عن مثيلاتها من الدول الراغبة في استضافة بطولات عالمية، ولذلك نجد أن ملعب جاسم بن حمد في نادي السد قد مثل بداية الطريق لتطوير تقنية تبريد الملاعب".

وأضاف: "سعت قطر لاستخدام العلم والتكنولوجيا الحديثة لتصبح عاصمة الرياضة العالمية، ونجد أن التقنيات المتقدمة استخدمت بكثافة في تصميمات ملاعب كأس العالم كافة، ومن ثم أصبحت هذه التقنيات جزءاً لا يتجزأ من تصميم الملعب الحديث عالمياً، ما يعتبر إرثاً أضافته قطر في تطوير تصميمات الملاعب".

وبسؤاله عما إذا كانت تقنية التبريد في الملاعب سيتم استخدامها رغم إقامة المونديال في الشتاء، رد عبدالغني: "الهدف الأسمى هو ما بعد كأس العالم، فهذه المنشآت الرياضية صممت لتكون أماكن جذب خدمية للقاطنين بمحيطها، توفر خدمات التعليم والصحة والفندقة والتسوق والترفيه والتسلية".

وواصل حديثه: "لكل ملعب خطة تطوير منفصلة لما بعد المونديال، ما ترتب عليه استعمال الملعب طوال أيام السنة، ولذلك فهو يحتاج إلى تقنية التبريد في ظل درجة الحرارة والرطوبة العالية في العديد من شهور العام".

واستطرد: "من المناسب هنا أن نذكر أن هذه التقنية توفر البيئة المناخية الملائمة ليس للاعبين والمتفرجين فقط، بل تستخدم لتهوية أرضية الملعب لتوفير بيئة مناخية مناسبة لعشب صحي خال من الأمراض الفطرية وغيرها".

وختم عبد الغني بأن قطر قدمت مجموعة تصميمات لملاعب كأس العالم غير مبردة، ميكانيكياً، كملعب "رأس أبو عبود"، حيث تعتمد تقنية تحريك الهواء داخل الملعب على خلق مسارات داخلية أو أنفاق تحفز خلق تيارات هوائية، وكل ملعب وله شخصيته المعمارية المميزة له، والتي تتطلب معالجة مختلفة من ناحية تبريد الهواء.