الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المسنون من الفئات الأكثر عرضة للخطر... لهذا السبب إجراء صارم في "بيت رفقا"

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
المسنون من الفئات الأكثر عرضة للخطر... لهذا السبب إجراء صارم في "بيت رفقا"
المسنون من الفئات الأكثر عرضة للخطر... لهذا السبب إجراء صارم في "بيت رفقا"
A+ A-

يعتبر المسنون من الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات فيروس كورونا في حال الإصابة به، كما بات معروفاً. تركز التوصيات على ضرورة التشدد في إجراءات الحماية معهم بالدرجة الأولى. لكن إذا كان ذلك سهلاً بالنسبة إلى من يوجدون في منازلهم، تبدو الأمور أكثر تعقيداً لمن هم في دور العجزة. فثمة مسؤولية كبرى تقع على عاتق القيمين على الدار لحماية المجموعة كاملة الموجودة داخل الدار. في دار المسنين "بيت رفقا" اتخذ القرار الحازم، رغم صعوبته فقضى بأن يلتزم كافة الموجودين في الدار من عاملين ومسنين بالعزل في داخل الدار من بداية مرحلة انتشار فيروس كورونا في البلاد، وذلك على الرغم من كل الصعوبات والتحديات.

ليس سهلاً في مثل هذه الظروف على من هم في موقع المسؤولية اتخاذ القرار الذي قد يكون صائباً أحياناً أو يمكن أن يخطئوا فيه، لاعتبار أن مسؤولية مجموعة من الأشخاص الأكثر هشاشة في المجتمع ملقاة على عاتقهم. إلا أن حماية المسنين لا تفسح المجال للتهاون فاتخذ هذا القرار الصارم في "بيت رفقا" لحمايتهم، خصوصاً أن المنحى الإنساني يشكل أولوية بالنسبة لكل من يعمل في هذ المجال. هذا في مقابل المشهد المؤلم الذي شهدناه في دول أوروبية حيث توفي المسنون في داخل دور العجزة وحيدين بعدما تخلى عنهم مقدمو الرعاية. بحسب المدير العام في "بيت رفقا" إيلي أبو ياغي "لم يكن اتخاذ هذا القرار سهلاً خصوصاً بالنسبة إلى العاملين في الدار لاعتباره يرغمهم على الابتعاد عن عائلاتهم لكنه كان ضرورياً لان حماية المسنين في الدار أولوية لنا ولا يمكن التهاون في ذلك لكونهم من الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات فيروس كورونا. لذلك تم التوافق عليه من دون اعتراض".وكانت الدار قد أوقفت زيارات أفراد عائلات المسنين في 4 آذار فيما اتخذت قبل هذا التاريخ إجراءات وقاية صارمة في أوقات الزيارات حيث حددت في مكان معين بوجود حاجز ما بين الزوار والمسنين لحمايتهم. وقد حصل ذلك بعدما خضع العاملون لورش تدريبية حول إجراءات الوقاية الأساسية. لكن من تاريخ 13 آذار اتخذ القرار بالتزام الكل بالحجر بمن في ذلك فريق العاملين في الدار على اختلاف مهامهم. وبحسب أبي ياغي كان ذلك آمناً أكثر من اتخاذ إجراءات صارمة فيما يدخل ويخرج أشخاص من وإلى الدار مهما اتخذوا من احتياطات. "بعد 14 يوماً من اتخاذ هذا القرار لم يعد الشك ولم نعد نقلق بشأن احتمال إصابة أحدهم بالفيروس. حتى إننا لا نحتاج إلى الكمامات طوال الوقت والقفازات باستثناء عند تقديم الرعاية للمسن مع تراجع معدلات الخطر. ومن بضعة أيام تشاورت مع مقدمي الرعاية والعاملين في الدار بشأن إمكان المتابعة بهذه الطريقة فأكدوا أن الصعوبة الكبرى لهم هي الابتعاد عن عائلاتهم لكنهم لا يشكون بأن هذا الإجراء يعتبر آمناً أكثر لهم ولعائلاتهم وللمسنين في الدار. انطلاقاً من ذلك هم ملتزمون بالمتابعة حتى يتخذ قرار بتسهيل الأمور بحسب معدلات انتشار الفيروس في البلاد حين تنخفض إلى أقصى حد ممكن ربما وبعد 10 أيام من ذلك. مع الإشارة إلى أننا قمنا بتخرين كافة السلع الأساسية التي نحتاجها في الدار لأطول وقت ممكن متوقعين الاستمرار بهذا الإجراء حتى نهاية شهر أيار ".

لكن في مقابل ابتعاد العاملين في الدار عن عائلاتهم، ثمة مشكلة اخرى تتم مواجهتها وتقضي بابتعاد المسنين أيضاً إلى عائلاتهم وعدم مقابلتهم طوال هذه المدة رغم تعلّقهم الشديد بها. فيعرف الكل أن المسن ينتظر زيارة أفراد عائلته الأسبوعية أو من وقت إلى آخر بلهفة ويصعب عليه تحمّل ابتعادهم عنهم لفترات طويلة. في الواقع تبدو هذه اللحظة التي يتوقون إليها بالنسبة لكثر دافعاً لهم للاستمرار في العيش، فإلى أي مدى يمكن أن يؤثر هذا البعد على صحتهم النفسية؟

حول ذلك يؤكد أبو ياغي أن لا أحد يحل مكان أحد في ذلك ويعتبر افتقاد المحبين طبيعياً في مثل هذه الظروف إلا أن أجواء عائلية تسود في الدار بشكل تسهّل على المسنين هذه الفترة رغم صعوبتها. "نحن نحرص على تقديم الرعاية والاهتمام بشكل تام وتسهيل لحظات الفراق عن المحبين بطريقة مسلية أيضاً، وكان لافتاً في هذه المرحلة أننا لم نواجه اعتراضات من المسنين أو من عائلاتهم لان الكل يعرف ان هذا الإجراء ضروري لسلامتهم.ولا يخفي أبو ياغي أنه "في مقابل مختلف التحديات التي يمكن مواجهتها في هذه الحالة، يبرز التحدي المادي الذي تواجهه الدار بسبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع الاسعار بشكل جنوني في حين يعرف الكل المتطلبات. فختى التموين لأشهر عدة لم يكن سهلاً بل كان مكلفاً للدار لكن تبقى كل التكاليف من دون أهمية في مقابل احتمال خسارة فرد من عائلة "بيت رفقا" بحسب قوله. كما يشير إلى أن الكل التفت إلى المستشفيات التي تعتبر في الواقع بأمس الحاجة في هذه الظروف من دون أدنى شك، ويقر بذلك، لكن في الوقت نفسه دور العجزة تواجه أيضاً الكثير من التحديات ولا بد من تسليط الضوء على ذلك. "إن الأموال التي تخصصها الوزارة للدار لا تغطي إلا نسبة قليلة جداً من التكاليف ولا يمكن الاعتماد عليها ولا يخفى على أحد أن دور المسنين كما مختلف الجمعيات التي تعتمد على التبرعات والدعم المادي الخارجي تواجه صعوبات كثيرة في ظل الأزمة ولا يمكن إهمالها. وأشير هنا إلى حملة #سوا_منحمي_كبارنا التي تدعو إلى التكاتف بهدف حماية المسنين والاستمرار بتقديم الرعاية الفضلى لهم.

www.beitrafqa.org/donations


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم