سفير لبنان في السعودية فوزي كبّارة يتحدّث لـ "النهار" عن عودة المغتربين

سجّلت المملكة العربيّة السعوديّة عشرين ألف إصابة بكورونا مع نسبة وفاة متدنّية لم تتجاوز الـ0.7%. انطلقت المرحلة الثانية لعودة المغتربين إلى لبنان وحدّدت الحكومة الرحلات الجويّة إلى بيروت. وصلت الثلثاء طائرة تابعة للـ MEA تقلّ 135 راكباً آتين من الدمّام خضعوا جميعهم مسبقاً لفحص الـPCR؛ وستحطّ طائرتا جدّة والرياض توالياً في الثاني والرابع من أيّار. بحسب إحصاءات السفارة ثمة نحو 7 آلاف شخص طالبوا بالرجوع فيما لن تُعيد الرحلات الثلاث التي سيّرها مجلس الوزراء سوى ما يقارب الـ350 لبنانيّاً.

في حديث مع "النهار"، صرّح سفير لبنان في السعودية فوزي كبّارة أنّ الاتصالات بالسفارة كثيفة؛ عدد الراغبين بالعودة من الرياض 4 آلاف ومن جدّة فاقَ الألفين. أعطيت الأولويّات لمن يعاني من أوضاع صحيّة دقيقة وللمقيمين لمدّة قصيرة وأحوالهم الماديّة متعثّرة ولحالات إنسانية كمن عليه مسؤولية مريض في المستشفى أو أولاد قصّر دون رعاية... بنظره، ازدادت الطلبات مع اقتراب موسم الاصطياف وحلول شهر رمضان المبارك...

أفاد كبّارة عن مبادرات تقوم بها السفارة بينها خلق صندوق، بالتعاون مع مجلس العمل والإستثمار اللبناني، يهدف إلى تقديم مساعدات للجالية؛ "نُقيّم الحالات ثمّ نُرسل أسماء الأشخاص ونطلب أن يُسدّد لهم مبلغاً يؤمّن حاجاتهم الحياتيّة (طعام...)". وقد ساهم رجال أعمال من أصول لبنانيّة بإيداع مبالغ في الصندوق للمساعدة.

وأفصح عن اتّفاق عقدته السفارة مع مختبر مرخّص من وزارة الصحّة السعوديّة "من أهمّ المختبرات في المنطقة"؛ يخوّل جميع المسافرين إجراء فحص الـPCR على نفقتهم في السعودية قبل موعد الإقلاع؛ علماً أنّ الدولة المضيفة لا تُخضِع لفحص كررونا سوى السكان الذين تبدو عليهم عوارض المرض. برأيه، هذا العقد مهمّ لأنّه يخفّف على المسافر من ثقل الإجراءات المتّبعة في بيروت كالقيام بفحص كورونا في المطار وانتظار النتائج في الفندق... خلاصة، يستقلّ الوافدون الطائرة بعد التأكّد من سلبيّة نتيجتهم ممّا يتيح لهم العودة مباشرة إلى منازلهم والحجر على أنفسهم لمدّة أسبوعين. بحسب السفير لاقت المبادرة تأييداً من اللجنة المسؤولة عن فحص الـPCR في الحكومة اللبنانية ومن وزير الخارجية فأضحت مثالاً يقتدى به في بلدان أخرى. وأضاف "إن كان الشرط الأساس لعودة اللبنانيين إلى وطنهم هو فحص كورونا، فنحن سهّلنا تطبيقه. يحقّ للناس العودة وهناك رعايا يعانون من أمراض مزمنة أو عالقين في فنادق".

للدقّة، تكون قد سُجّلت بين المرحلتين الأولى والثانية: رحلتان من الرياض، رحلتان من جدّة ورحلة من الدمّام. هذا ووصلت أيضاً يوم أمس الثلثاء إلى بيروت طائرتان خاصّتان على متن كلّ منها ثمانية مسافرين وكانت المادة 22 من قرار مجلس الوزراء حول آلية عودة المغتربين سمحت بقدوم لبنانيّين على متن طائرات خاصة بمؤازرة وزارة الأشغال العامة والنقل وشرط إجراء فحص كورونا.

لا بدّ من ذكر أنّ الحكومة تحدّد الرحلات من وإلى بيروت؛ وقد باتت مُساءلة عن تقصيرها في ملفّ عودة اللبنانيين من كافّة الدول المضيفة. فهل تهمل المسائل الاجتماعيّة بسبب انشغالها بحروب سياسيّة قرّرت إطلاقها في ظلّ وباء كورونا؟