الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الطاهر بن جلّون يعرّي إهمال فرنسا للضواحي... "عدم مساواة واستقرار"

المصدر: "لو 360"
الطاهر بن جلّون يعرّي إهمال فرنسا للضواحي... "عدم مساواة واستقرار"
الطاهر بن جلّون يعرّي إهمال فرنسا للضواحي... "عدم مساواة واستقرار"
A+ A-

بعد الضجّة التي أثارها الروائي المغربي الفرانكوفوني #الطاهر_بن_جلّون بنصّه الأدبي "رسالة إلى الصديق البعيد" التي استخدم فيها الأنا للحديث عن أهمية الأمل الذي يجب أن يتحلّى به مصاب #كورونا، قبل أن يعود ويوضح حقيقة إصابته بالفيروس، نافياً اللغط الحاصل، ها هو اليوم، بجرأته المعهودة في اقتناص أخطاء الحكومات بحقّ شعوبها، يشير إلى إهمال الحكومة الفرنسية الفادح للضواحي الفرنسية التي تواجه الوباء وحيدةً، في مقال نشره بالفرنسية في موقع Le 360 بعنوان "كوفيد-19 يصدّع الضواحي الفرنسية".

سجّلت #فرنسا أمس الثلثاء 367 وفاة بكوفيد-19، ما يرفع عدد وفيات الفيروس على أراضيها منذ الأول من آذار إلى 23660، في حين يتواصل تراجع عدد المصابين الذين يتلقون العلاج في العناية المركزة. في هذا الإطار، يقول بن جلّون إنه "بعد حساب الوفيات (22856 حتى 26 نيسان)، أدركت فرنسا أن غالبية المتوفين هم من سكان ضواحي باريس"، مشيراً إلى أنّ طبيباً أعلن أنه "في إيل دو فرانس، 63 في المئة من الوفيات تأتي من هذه المنطقة غير المحبوبة في باريس، بينما يمثل الباريسيون 32 في المئة فقط من وفيات كورونا". يُرجع بن جلّون ملاحظة الطبيب إلى "حالة الخراب والاضمحلال المعهودة في الضواحي"، تلك المناطق "التي تؤوي عائلات مكدّسة"، والتي يحلو له أن يصفها بـ"الموطن غير الصحي والممرِض".

"أدت الأزمة الصحية إلى ارتفاع عدم المساواة والاستقرار الذي يميز هذه المناطق التي تخلت عنها الجمهورية، على الرغم من الخطب والوعود التي لم تتحقق قط". قالها بن جلّون من دون خوف، واضعاً النقاط على الحروف. يستذكر ثورة المحرومين التي اندلعت في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي. التاريخ يعيد نفسه. "دفع الإحباط والشعور المتزايد بالظلم إلى عودة الشباب إلى الشوارع اليوم لإظهار غضبهم". هي تلك اللحظة التي يفقد فيها المرء كلّ صوابٍ بفقدانه الأعزاء. تلك اللحظة التي يستحيل فيها كلّ أبيضٍ رمادياً، وكلّ مستنقعٍ نهراً هادراً. "يتصرف هؤلاء الشباب بعنف، بدافع من كراهية للشرطة، لأنهم فقدوا أبًا أو جدًا من دون أن يتمكنوا من دفنه. أدركوا بسرعة أن وضعهم قد جعلهم أكثر عرضة للمرض. غير قادرين على ضبط أنفسهم، يخرجون إلى الشوارع للمطالبة بالعدالة".

سيناريوات الضواحي المبكية تتشابه من بلد إلى آخر. تغيب عن أعين الحكومات، كأنها بؤرة أمراض. "الضواحي هي أراضي فرنسا المريضة"، يصفها الكاتب الفرنكوفوني. "لم تنجح أي حكومة في إيجاد حلول جادة وملموسة لوقف هذا التدمير لجزء من السكان الفرنسيين". يعود بن جلّون بالذاكرة إلى 7 نيسان، يوم زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضواحي باريس لطمأنة السكان، "لكنها أتت عديمة الفائدة، حيث تجد العائلات صعوبة في نقل المرضى إلى المستشفى". يشير بن جلّون إلى عدم ارتداء ماكرون القناع بينما يحضّ الحشد الذي جاء لمقابلته على العودة إلى المنزل وعدم الخروج منه. "لقد تجاهل الظروف المعيشية لهؤلاء السكان الفقراء، الممتعضين، الذين لا يعتني بهم أحد".

غضب أبناء الضواحي الفرنسية يتعاظم. المئات يموتون شرّ ميتة، كأنهم ليسوا بشراً. "بين خوفٍ وحداد، يتم التعبير عن الألم". يحذّر بن جلّون من موجات عنف مستقبلية، قد تضرب فرنسا "عندما، عاجلاً أم آجلاً، يكبر هؤلاء السكان الذين يعتبرون من الدرجة الثانية، معظمهم من المهاجرين وأطفال المهاجرين من المغرب العربي وأفريقيا". ويشير في خاتمة مقاله إلى النموذج المغربي العظيم في مكافحة جائحة كورونا وإدارة الأزمة، معيّراً "وسائل الإعلام التي تشيد بعمل الحكومة الألمانية وتتغاضى عن المغرب".

لقراء مقال الطاهر بن جلّون بالفرنسية اضغط هنا

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم