الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

شاشة - برافو رامز جلال!

فاطمة عبدالله
شاشة - برافو رامز جلال!
شاشة - برافو رامز جلال!
A+ A-

يحصد ما يزرع، بالضبط كما يأمل، والموسم يفيض. لِمَ يطلّ كائنٌ كرامز جلال كلّ رمضان؟ لتشتمه وتلعن الساعة. كلّما شتمت، انتشى للنجاح واحتفى. تنفق "أم بي سي" أموالاً طائلة، وتضمن أنّ الكثير قليلٌ على الرجل. مقامرة تلفزيونية رابحة. يرتفع منسوب التفاهة، فيكثر التغريد والتعليق وحجم الدعاية. رامز جلال لهذا النوع من المهمّات، يؤدّيها بتفوّق. برافو!

لا يترقّب أقل من الشتيمة بنبرة عالية، تؤكّد له اتقان الاستفزاز. ربما، على العكس، لو وجد مَن لا يكترث، للمح في الأداء تقصيراً وتقاعساً. للمرء، غايات، خصوصاً حين يتعلّق الأمر بملاعب التلفزيون المزدحمة. كلّ شتّام لرامز جلال، شاهدَ أو سمع أو وصلته أصداء جرّاء التفاعل. يعني أنّ البرنامج ("رامز مجنون رسمي"، "أم بي سي") على السكّة الصحيحة. ماذا يريد التلفزيون؟ الأكيد أنّه لا يريد أن يدعك بسلام. هو ليس ترتيلة. إن قدّم محتوى بمستوى القعر، يعني أنّه يطلب منك النزول. وأنتَ بوعيك أو لاوعيك، لن ترفض العزيمة. ستغرّد، ستشتم. ستُلحقه بأقبح وصف، وتقدّم له الطبق الأشهى: الكتابة عن الدناءة! ماذا نفعل الآن؟ هل رامز جلال مادة صحافية؟ هو وجبة هابطة، ننجرّ إليها لأنّ الجمهور متعطّش للعنف. يستلذّ بمُشاهدة عذابات الآخر. يُبهجه في أعماقه أن يراه منسلخاً أمامه، ويطالب بمزيد من أكشن الحياة. وإلا لِمَ يستمرّ برنامج بقلّة الأخلاق هذه لسنوات؟ لِمَ يُنتَظر ويحقّق نسبة مشاهدة عالية؟ لِمَ تُحدِث فيديواته تفاعلاً بالملايين؟ لِمَ تكتب عنه مقالات بأعداد لافتة؟ لأنّه الوجه الآخر للنجاح القائم على الوضاعة. شئنا أم أبينا، هو كذلك. وإلا لما وجدناه مادة للكتابة، وإن اتّخذ شكل الظاهرة أو الحالة الاجتماعية النافرة. يا للأسف، زمن الأرقام التي تتكلّم، والجمهور يتابع ويشتم.

لا يستحق رامز جلال، حتى تغريدة. يا للمفارقة ونحن نخصّصه بكتابة! محتوى رخيص، قليل الأدب. الشفقة على ضيوف يُذلّون ويُهانون من أجل المال. الجوع أيضاً جوع الطمع.

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم