موسيقى "عيد العمال الإلكتروني"... مهرجان إفتراضي لجمع التبرعات لموظفين متضررين

"بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ"؟ لعلّ أكثر ما يصلح اليوم لتوصيف حال عمّال لبنان في يوم عيدهم في الأول من أيار المقبل هو قول المتنبّي هذا. الضائقة الاقتصادية تتّسع تحت أقدامهم، وستبتلعهم لا محالة. ولعلّ أول من تتصدّع الأرض تحت أقدامه عند كلّ هزة سياسية ومالية وأمنية، هو الموظف والعامل في المطاعم والنوادي الليلية، لما يعانياه أساساً من محدودية الأجر وقلّته، ولهشاشة القطاع أمام الأزمات. من هنا، أتت مبادرة "عيد العمال الإلكتروني"، لتلقي التحية على أفراد هذه الفئة، ولجمع التبرعات لعائلاتهم في هذا الوضع الصعب.

إدراكاً للحاجة الملحّة لجمع التبرعات للفئة الأكثر تضرراً في مجتمع الموسيقى الإلكترونية المحلّي، جاء التعاون بين نادي Überhaus ونخبة من مؤسسات الموسيقى الإلكترونية في لبنان، إلى جانب نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسيري في لبنان، لإطلاق مهرجان افتراضي للموسيقى الإلكترونية، بدءاً من الأول من أيار حتى الثالث منه. "ما نسعى لأجله هو جمع التبرعات ليتم توزيعها بالتساوي بين الموظفين غير الإداريين العاملين في نوادي الموسيقى الإلكترونية في لبنان، والذين تضرروا بشدة من الأزمة"، يشرح نمر صليبا، المؤسس المشارك لـÜberhaus لـ"النهار"، "أي الذين يعتمدون على الدخل اليومي والبقشيش". لهذا الغرض، تم تشكيل لجنة من أربعة أعضاء منهم ثلاثة ممثلين للنوادي الليلية في بيروت وعضو مجلس إدارة نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسيري في لبنان، وهم جو موراني، ربيع خباز ونمر صليبا، وعضو مجلس الإدارة جاد أبو جودة الذي تولّى أمانة الصندوق وإدارة التبرعات التي "وصلت حتى الساعة إلى 80 مليون ليرة لبنانية، في حين تهدف المبادرة لجمع 300 مليون ليرة".

الحدث المباشر الضخم الذي يهتم بالصورة بقدر ما يهتم بالمحتوى الصوتي، عبر تقديم مشاهد مسجّلة من حفلات قديمة تتقاطع والبث الحي للمشاركين، سيضمّ "أكثر من 150 منسّق موسيقى Dj من 25 دولة"، يتابع صليبا حديثه. كما يتمّ تقسيم البث إلى خمس "غرف" يبدأ العرض فيها من الساعة الثامنة حتى الثانية عشرة ظهراً، يقدّم كلٌّ منها محتوى موسيقيا إلكترونيا مختلفا، يمكن للمشاهد الإختيار بما بينها.

أما مدير العمليات والشريك الإداري في "überhaus" جيمي برو فتحدث في هذا الصدد، لافتاً إلى أنه "بعد انطلاق المبادرة مع سبعين دي جي، تحوّل الأمر إلى مهرجان ضخم، حثّنا على التعامل معه على أنه حدث حيّ مباشر وليس رقمي فحسب، وذلك من خلال عرض ما نقدّمه عادة في النوادي الليلية. فنحن نعلم بأنّ الناس اليوم في أمس الحاجة إلى تبديل مزاجهم من وقت لآخر خلال الليل، لذا وفّرنا عدداً من الخيارات الموسيقية التي من شأنها أن تلبّي الأطباع المختلفة في ليلة واحدة، من هنا أوجدنا ما يسمّى بالغرف الافتراضية التي تمكّن المستمع من انتقاء ما يحلو له".

الفكرة قديمة-جديدة. الإضافات كثيرة، والتجربة جديدة. الحدث ضخم، يضفي بهجةً على الحجر. "نشعر بالفخر لأننا تمكنّا من توحيد الموسيقى من جميع أنحاء العالم، وسيعيش الجمهور تجربة الموسيقى الالكترونية من دون توقف من جميع القارات وفي الوقت نفسه"، يؤكّد برو، "وستتاح له فرصة مشاهدة مواهب جديدة وأخرى راسخة في وجدانه، ويبقى الفخر الأكبر كوننا جزء من هذا المهرجان، والشكر الأكبر للجنود الذين يعملون خلف الكواليس لإنجاح هذه مبادرة. تطوّعوا لأجلها، وكرّسوا جهودهم من أجل تقديم أمسيات استثنائية، وعلينا دعمهم ليفلحوا في تحقيق الهدف المنشود، سنشكرهم بأصواتنا وهتافاتنا".