الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

كاد يختفي بزمن كورونا... قصة ظهور المسحراتي وتطوّره في رمضان (صور)

المصدر: "النهار"
محمد أبو زهرة
كاد يختفي بزمن كورونا... قصة ظهور المسحراتي وتطوّره في رمضان (صور)
كاد يختفي بزمن كورونا... قصة ظهور المسحراتي وتطوّره في رمضان (صور)
A+ A-

"اصحَ يا نايم... وحّد الدائم"، مقولة كانت تتردد بشكل دائم في كل الدول العربية خلال شهر #رمضان، من جانب المسحراتي الذي كان عنوان الشهر الكريم، حيث يتجوّل ممسكاً "طبلة" لإيقاظ النائمين من أجل تناول وجبة السحور.

لكن المسحراتي اختفى حالياً بشكل كبير في أغلب الدول، بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس #كورونا.

عُرفت فكرة المسحراتي قديماً لإيقاظ الناس من أجل تناول وجبة السحور، وعلى رغم أن الفترة الأخيرة شهدت تطوراً تكنولوجياً بوجود ساعات ومنبهات في كل المنازل، إلا أنّ المسحراتي ظل أشهر طقوس الشهر الكريم وحافظ على وجوده، حيث تشتهر كل منطقة أو شارع في مصر بخاصة، وأغلب الدول العربية أيضاً بوجود مسحراتي يعرف أهل منطقته جيداً ويتجوّل للنداء عليهم كل باسمه قبل آذان الفجر بوقت كافٍ من أجل الاستيقاظ.

وفي عصر الرسول محمد، لجأ المسلمون إلى فكرة تشبه المسحراتي لمعرفة وقت السحور في ظل عدم وجود ساعات أو طريقة للاستيقاظ، من خلال أذان بلال بن رباح للبدء في السحور، فيما يعرفونه بـ"المنع" عن الطعام وبدء الصيام بالأذان الفعلي للفجر بصوت عبدالله ابن أم مكتوم.

ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية، لجأ المسلمون إلى أساليب جديدة لإيقاظ الناس للسحور، حتى ظهرت فكرة المسحراتي في مصر للمرة الأولى في العصر العباسي، حيث يُعد والي مصر إسحق بن عقبة أول من طاف شوارع القاهرة ليلاً في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور العام 238 هجرية.

وفي العصر الفاطمي، أمر الحاكم بأمر الله الفاطمي الناس بأن يناموا مبكرين بعد صلاة التراويح، وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقّون أبوابها ليوقظوا الشعب للسحور، قبل أن يتم تعيين مسحراتي لكل منطقة بعدها، وكان يدق أبواب المنازل بعصا يحملها، قبل أن يظهر المسحراتي في شكله الحالي ممسكا بـ"طبلة" في عصر المماليك.

ويمسك المسحراتي بالطبلة التي يدق عليها دقات منتظمة، وهو يشدو بأشعار شعبية وزجل خاص بهذه المناسبة على رأسها "اصحَ يا نايم وحِّد الدايم" و"الشهر صايم والفجر قايم ورمضان كريم".

هناك أنواع عدة من المسحراتية، فمنهم من يكتفي بحمل ميكروفون صغير ينادي به على الأطفال وينتشر هذا النوع في الأحياء الراقية، ومنهم من يعتمد على صوته الجهوري في إيقاظ النائمين، وآخر يستخدم الطبلة مع صوته.

لا يوجد أجر ثابت للمسحراتي، حيث يعتمد على الصدقات التي يخرجها المسلمون في رمضان.

في العام الحالي، يتزامن شهر رمضان مع الإجراءات الوقائية التي أعلنتها أغلب الدول لمواجهة فيروس كورونا المستجد، ومن بينها تطبيق العزل المنزلي وحظر التجوّل الليلي، وهو ما ساهم في تقليل ظهور المسحراتي بشكل كبير واختفائه في أغلب المناطق.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم