الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

مسحراتي شهر رمضان في صيدا حاضر في قلب المدينة القديمة بعكس الحكواتي والزوايا الصوفية (صور)

المصدر: "النهار"
أحمد منتش
مسحراتي شهر رمضان في صيدا حاضر في قلب المدينة القديمة بعكس الحكواتي والزوايا الصوفية (صور)
مسحراتي شهر رمضان في صيدا حاضر في قلب المدينة القديمة بعكس الحكواتي والزوايا الصوفية (صور)
A+ A-

كثيرة هي العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والدينية اندثرت وتلاشت في صيدا القديمة بعد أن هجر غالبية أبنائها وأهلها بيوتهم في أحياء وحارات صيدا التاريخية والأثرية وانتشروا في ضواحي المدينة وشرقها بعد الزلزال الذي ضرب المدينة في الخمسينيات واندلاع الحرب الأهلية اللبنانية.

" الحكواتي" الذي كان يعتبر من رجالات صيدا، يمتهن سرد القصص والروايات في المقاهي، عنترة والزير سالم وأبو زيد الهلالي وكان يتميز بطربوشه الأحمر ولباسه قنبازا أسود ويحمل في احدى يديه عصا يلوح بها خلال سرده القصص والحكايات، ذهب إلى غير رجعة بعد وفاة آخر حكواتي في البلد القديمة الحاج أبو إبراهيم الحكواتي  أواسط السبعينات.

الزوايا والفرق الصوفية

يعود تاريخ وجود الزوايا الصوفية في صيدا إلى عقود طويلة، وكان يتواجد في أحياء صيدا القديمة عشرة زوايا لم يبق منها حتى اليوم سوى زاوية الرفاعية وكان المنتسبون إليها ينشطون ويظهرون في الساحات والشوارع في الأعياد وبعض المناسبات الدينية وخصوصاً في مناسبة ذكرى مولد النبي، يعقدون حلقات الذكر  "رقصات الدوران حول النفس" ويمارسون طقوساً لا تزال مرفوضة من قبل العديد من المسلمين أنفسهم ومنها شك السيخ في الخدين أو في الرقبة والبطن، ومن بين المفاهيم لدى الفرق الصوفية هي أن تشعر وكأنك "ترى الله وإن لم تكن تراه فإنه يراك".

مسحراتي رمضان

وحده المسحراتي لا زال حاضراً في أحياء وحارات صيدا القديمة وفي ذاكرة الصيداويين داخل المدينة القديمة وخارجها، وعلى درب والده المرحوم محمد الفناس الذي أتقن وظيفة

مسحراتي شهر رمضان ومارس دوره طوال نصف قرن ومن دون أجر مسبق أو متعارف عليه سوى ما يجود عليه الناس نهاية شهر الصوم، يواصل محمود فناس الحفاظ على وظيفة والده وهو يعتبرها أمانة من والده الذي اكتسبها أيضاً عن جده، وفي اليوم الأول لبدء الصوم لدى المسلمين في صيدا رافقت عدسة النهار المسحراتي محمود الفناس من منزله الكائن في حي المسالخية وسط احياء صيدا القديمة في جولته الميدانية سيراً على الأقدام على بعض أحياء وحارات صيدا القديمة وقبل نحو ساعتين من موعد الصوم وصلاة الفجر، ارتدى محمود ثيابه الخاصة بالمسحراتي وعلق طبله على كتفه وحمل بيده مطرقة صغيرة وفي تجواله كان ينادي بصوت حزين "يا عباد الله وحده الله قوموا الى طاعة الله، واصحا يا نائم وحد الدائم ، ورمضان كريم ،شهر عظيم، شهر الرحمة وشهر الغفران".

وقال الفناس لـ "النهار" أشعر هذا العام بالحزن بسبب تفشي وباء كورونا وبسبب الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي لعامة الناس، المساجد مقفلة وأجواء البهجة والسعادة بحلول العيد غابت عن وجوه الأطفال وكبار السن وهذه الأجواء كانت تطل علينا رغم كل الأوضاع الصعبة والاحداث التي كانت تحصل قبل وباء كورونا وتردي الأوضاع المعيشية لدى الطبقات الفقيرة والمعدومة.

وأمل الفناس من الأثرياء والميسورين في صيدا مد يد العون والمساعدة لجميع الفقراء والمحتاجين حتى يشعروا أن صيامهم مر بسلام ورخاء ومحبة.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم