الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تخفيض رواتب اللاعبين... قرار شبه إلزامي لتفادي الشلل الاقتصادي؟

المصدر: "النهار"
المستشار القانوني الرياضي حسن عماد عبدالله
تخفيض رواتب اللاعبين... قرار شبه إلزامي لتفادي الشلل الاقتصادي؟
تخفيض رواتب اللاعبين... قرار شبه إلزامي لتفادي الشلل الاقتصادي؟
A+ A-

تعتبر قارة أوروبا، المعروفة باسم "القارة العجوز"، العصب الأول لرياضة #كرة_القدم، من حيث الثبات الاقتصادي والمواهب التي تتبناها وتعمل على تطويرها، إضافة إلى قوة دورياتها وأنديتها العريقة التي صنعت تاريخاً لهذه اللعبة.

وأدى انتشار فيروس #كورونا، الذي عصف فجأة بأمتنا، إلى تغيير جميع المعادلات الاقتصادية حول العالم بسبب العواقب التي سببها بفترة قياسية. هذه العواقب التي خيمت على كل القطاعات، باتت شبحاً أحاط بالاتحادات، الأندية واللاعبين.

نتج من هذه "الزعزعة" الاقتصادية قرارات غير مسبوقة، اتخذت من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بناءً على طلب الأندية لتفادي إفلاسها وعلى رأسها موضوع تخفيض رواتب اللاعبين، بسبب الأزمة التي أحدثت شللاً تاماً للمسابقات والبطولات القارية الكبرى.

وعلى عكس ما هو متوقع، لاقى هذا القرار مساندة من عدد كبير من اللاعبين الذين رحبوا بالأمر، بسبب الطابع الإنساني الذي يطغى على هذه الخطوة.

وقبل العديد من اللاعبين هذا القرار، أولهم لاعبو بايرن ميونيخ الألماني، الذي يتمتع بمكانة اقتصادية عالية لم تمنعه من التأثر بالوضع الراهن، تبعه ريال مدريد الإسباني، الذي خفض رواتب لاعبيه بنسبة 10 إلى 20 في المئة، وذلك يخولنا معرفة مصير الأندية المتواضعة جراء انتشار هذا الوباء.

النادي المتواضع، أو غير المتمتع بحصانة مادية تمكنه من تخطي هذه الأزمة، يبقى بعيداً من خطوات قليلة عن شبح الإفلاس، وذلك بسبب اعتماده الأساسي على إيرادات تذاكر المباريات التي يبيعها.

ففكرة إكمال الدوري أو أي بطولة كانت خلف أبواب مغلقة لن تضيف أي دخل للنادي، ولن تزيح عنه أي كارثة اقتصادية. كما لعب المباريات دون جمهور سيخفض بشكل كبير شعبية اللعبة وستضفي اليها ضرراً معنوياً، إضافة إلى الضرر المادي الواقع.

وانقطاع النادي الكامل عن العمل حتى أجل غير مسمى، يعني انقطاعاً كاملاً في مدخولاته، وتجميداً كاملاً للعقود التي وقعها سواء كانت عقود رعاية أو استضافة فاعليات رياضية أو غيرها.

مبادرة تخفيض أجور اللاعبين، والتي بدأت أولاً بمبادرات فردية قام بها بعض اللاعبين كنوع من إظهار الوفاء إلى النادي الذي ينتمون إليه ومن ثم ترجمتها من خلال التعميم رقم 1714 الصادر عن "فيفا" بتأييد الاتحادات الأعضاء، تشكل حلاً جوهرياً لتقاسم الخسائر بين اللاعبين والأندية مما يضفي نوعاً من العدل بين الطرفين المتعاقدين.

فمثلاً، لاعبو بايرن ميونيخ وافقوا على تخفيض الأجور بنسبة 20 في المئة، لاعبو جوفنتوس الإيطالي 30 في المئة، لاعبو أتلتيكو مدريد وبرشلونة 70 في المئة، وغيرهم من اللاعبين في مختلف الأندية ساروا على المسار نفسه.

ويضع هذا الأمر حداً أو يخفف من الخسائر الطائلة التي تعرضت إليها الأندية، بسبب إلغاء أو تأجيل المسابقات الكبرى من جهة، وتوقف الدوريات المحلية من جهة أخرى.

عالم كرة القدم، الذي يشهد وضعاً غير مسبوق، يبقى مصيره مجهولاً وعرضة للانهيار بين ليلة وضحاها بالرغم من المساعي والجهود الجبارة التي يبذلها الاتحادان الدولي والأوروبي لاستدراك الأمر وحصر الضرر.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم