الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

عن الفندق الآمِن

جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
عن الفندق الآمِن
عن الفندق الآمِن
A+ A-
تحتشد ذكرياتي عن فندق البريستول إلى حد يعطِّلني عن الكتابة عنه في مناسبة الإعلان الحزين عن إقفاله ولا أعرف حتى اللحظة من أين أبدأ ومن أين أنتهي. ومع أن هناك من هو بل من هم أكثر معرفة مني بكثير في خبايا هذا الفندق وتاريخه الطويل فإن لديّ من الذكريات الصالونية فيه ما أشعر أنه يعطيني بعض الحق في الكتابة عنه.كانت كلاسيكيته، مبنىً وأثاثاً، جزءا من أمان بيروت عندما تفتقد أمانَها. ولطالما عجّت بيروت بالميليشيات التي تبني قانونها بالخروج على القانون، وهو يقفل اليوم ويتركنا يتامى في بيروت تعج بلصوص ودائع الناس.. مصارف خاوية كأنها دكاكين فارغة أو كأنها فروع مخابرات في أحياء مدينة عالمْ ثالثية تثير السخط بقدر ما تثير الخوف بسبب ما تعرّض له اللبنانيون من سوء معاملة داخلها. هو نوع خاص من رهاب المال المفقود.إقفال البريستول في بيروت الفارغة من الحياة ككل مدن العالم في جائحة كورونا هو إذن علامة على موت حقيقي، لكن ليس راهناً بل بعد أن نصحو من كابوس كوفيد 19. علامة موت سيأتي وما وصل منه سوى "طلائعه".لا نعرف بعد ماذا سيحل مكان الفندق مع كل الأمل ولو الضعيف، في أن يبقى فندقاً بمبناه نفسه.شخصياً ولعل كثيرين مثلي أيضا، كانوا يتمنون لو احتفظ بطابع أثاثه الكلاسيكي العائد إلى الخمسينات من القرن المنصرم. ولكن يبدو أن أصحابه قرروا "تجديده" عام 2013 فألغوا الأثاث القديم ما عدا "الصالون الدمشقي" الرائع بخشبه المزخرف، الغاية في الذوق، والفخامة، والدقة الحرفية.لا أستطيع فعلاً الآن أن أحصي عدد المناسبات من محاضرات إلى مؤتمرات إلى ولائم إلى أعراس وبعض التعزيات التي حضرتها أو شاركتُ فيها كذلك الجلسات الخاصة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم