"النهار"- القوى الأمنية تعمل على فكّ شيفرة مجزرة بعقلين... سيناريوهات افتراضيّة بانتظار توقيف المشتبه فيهما

شيفرة مجرزة بلدة بعقلين لم تفك بعد، فـ م. وف. ح. المشتبه بنشرهما الموت لا يزالان متواريين عن الأنظار، بعد أن باءت محاولات القوى الأمنية والجيش العثور عليهما بالفشل حتى الآن، ليبقى اللغز الذي دفع إلى ارتكاب الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها 9 أشخاص، من بينهم زوجة م. وشقيقه وعاملان لبنانيان وخمسة عمال سوريين، غامضاً.


سيناريوهات افتراضيّة

سيناريوهات عدة طُرحت، في الأمس، حول الأسباب التي قد تدفع إلى إقدام أي إنسان على تصفية هذا العدد من الناس. البعض تحدث عن ذبح م. زوجته قبل أن يحمل بارودة الصيد ويبدأ بإطلاق النار على كل من التقى به في طريقه، حتى شقيقه كريم الذي كان على دراجته النارية، تلقى طلقة أنهت حياته، في حين تحدث البعض الآخر عن وصول م. إلى منزله واكتشاف مقتل زوجته، الأمر الذي أفقده صوابه ودفعه إلى ارتكاب فعلته، لكن م. هرب مع شقيقه ف.، فأي دور للأخير في فيلم الرعب الذي نفّذه م. على أرض الواقع؟

بانتظار فكّ اللغز

لا شك أن الوحيدَين اللذين يملكان مفتاح فكّ اللغز هما م. وف.؛ وإلى حين توقيفهما، قال رئيس بلدية بعقلين عبد الله الغصيني الذي كان يتابع مجريات التحقيق في المخفر: "بعد ظهر أمس تم اكتشاف مقتل السوريين الخمسة وكريم شقيق المشتبه بهما، إضافة إلى العاملَين اللبنانيَّين من عرسال، وعند الساعة السادسة اكتشفنا مقتل زوجة م. ذبحاً"، مضيفاً: "في حين قال أحد وجهاء البلدة لـ"النهار": "الكارثة انطلقت من منزل م. بمقتل زوجته منال تيماني ذبحاً، بعدها قُتل السوريون الخمسة في ورشة العمار حيث يعملون، بينهما فتى يبلغ من العمر عشر سنوات وشقيقه البالغ من العمر 15 سنة، إضافة إلى والدهما، كما قتل مزارعَان من عرسال كانا يعملان على محراث، إضافة إلى كريم شقيق المشتبه بهما، وكان على دراجته النارية"، مشدداً على أن ما يشاع من أن جريمة شرف تقف خلف ما حصل أمر عار من الصحة، فـ"منال إنسانة هادئة ومحترمة معروفة بأخلاقها الحميدة وهي مربية أجيال"، وعن زوجها قال: "إنسان طبيعي ليس لديه مشاكل، وهو موظف أمن في جامعة Auce في عاليه"، وعن ابنتَي منال أجاب: "موجودتان في منزل جدهما".

في الأمس كانت الجثث منتشرة في كل مكان، معظم الضحايا إصاباتهم في الرأس، ولفت رئيس البلدية إلى أن "الجميع بانتظار توقيف المشتبه فيهما، وكشف ملابسات الجريمة، ولا تزال عناصر المخابرات والمعلومات في البلدة حيث يستكملون التحقيقات"، وهذا ما أكده مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار".



كلمات للذكرى

في شهر أيلول، كتبت منال في إحدى الصفحات على "فايسبوك" شارحة عن نفسها ومدى محبتها لزوجها حيث قالت: "إسمي منال وعمري 32 سنة. زوجي حبيبي ورفيقي وسندي الوحيد بهالحياة. وعنا أجمل بنتين بالدني، سيرينا خمس سنين، ولييان سنتين ونص. أنا معلمة رياضيات. خلصت ماستر من سنة بدعم زوجي وماما أكيد، وناوية كمّل دكتوراه... تعرّفت على زوجي بعد ما خلَّصت جامعة بسنتين، حبينا بعض، خطبنا، حددنا موعد كتب الكتاب والعرس"، كما كتبت: "في ناس بفارقونا بس ذكراهن حلوة، وناس بفارقونا وذكراهن بشعة، وناس بفارقونا وما منتذكرن بالمرة، بس أكيد دايماً قد ما تكون خسارتنا كبيرة الله بعوض علينا بالأحسن... وشو ما صار معنا أكيد أكيد كلو لخير"!

روّعت المجزرة بلدة بعقلين والرأي العام. الكل في انتظار الحقيقة والقصاص من المجرمين.