الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صحّة نفسيّة- لماذا يتجه الطفل نحو العدوانيّة خلال الحجر المنزلي؟

المصدر: "النهار"
نور مخدر
نور مخدر
صحّة نفسيّة- لماذا يتجه الطفل نحو العدوانيّة خلال الحجر المنزلي؟
صحّة نفسيّة- لماذا يتجه الطفل نحو العدوانيّة خلال الحجر المنزلي؟
A+ A-

بعد شهر ونصف الشهر على الحجر المنزلي، تأثرت نفسية الأطفال بهذا العزل الفجائي الغريب على نمط حياتهم اليومي، ووجدوا أنفسهم ضمن جدران البيت مقيدين بين التعلم من بُعد والنشاطات التي يحاول الأهل القيام بها بعيداً من تفاصيلهم الصغيرة، بدءاً من المدرسة واللعب مع زملائهم، إلى لقاء عائلتهم الكبيرة، وصولاً إلى نزهاتهم وألعابهم في الحدائق والأماكن المخصصة لهم.

وفي هذه التطورات، لاحظ معظم الأهل تغيراً واضحاً في سلوك أطفالهم، إذ أصبحوا يميلون إلى العدوانية أو العصبية في التعاطي مع ذويهم نتيجة الخوف الذي يشعرون به.

لماذا تغير سلوك أطفالنا؟

برأي الاختصاصية النفسية، وردة بوضاهر، أنّ العدوانية التي ظهرت في تصرفات أطفالنا هي ردة فعل لإيصال رسالة عن واقعهم، إذ إنّ أسباب العدوانية تختلف من طفل إلى آخر. لكنّ العوامل المؤثرة والأكثر شيوعًا في الحجر، هي:

أولاً- عدم فهم ما يحدث.

ثانياً- عدم القدرة على التحكم والتعبير عن العواطف.

ثالثاً- وجود الكثير من الأفكار السلبية.

أخيراً - صعوبة في التكيف مع نمط الحياة الجديد. 

وفي ما يتعلق بكيفية تصرف الأهل مع حالة طفلهم، شرحت بوضاهر أنّه من الضروري معرفة السبب وراء التغيير في سلوك أولادهم إذ لكل سلوك سبب. من هنا، تأتي أهمية إيجاد حلّ لهذه المشكلة. عندما يتصرف الطفل بشكل عدائي أو يقوم بالأذيّة، يجب على الأهل إيقاف تصرفه بمسك يديه برفق وإخبار الطفل أن هذا السلوك مرفوض. وفي حال تكرر هذا السلوك، يجب محاولة اتباع هذه الإرشادات:

- لا تردَّ أبدًا بالضرب لأن بهذه الطريقة تُظهِر أن الضرب جيد ومقبول.

- كرِّر للطفل أن هذا السلوك مرفوض

إقرأ أيضاً: ما هو تأثير الحجر الطويل على وضعنا النفسي؟ 

- لا تبتسم أو تضحك عندما يتصرف بطريقة عدوانية.

- إمنح الطفل نظرة حازمة لتثبت أنك لست راضياً على هذا السلوك.

لا تترك عقله مشوشاً! 

إنّ عملية شرح الأهل لأطفالهم عن أسباب البقاء في المنزل وحول مرض "كوفيد-19"، يساعد في تبديد مخاوفهم والإجابة عن الأسئلة المبهمة لديهم، ما يساهم في تحسين حالتهم النفسية. وفي ظلّ البقاء في فترة الحجر المنزلي، أشارت بوضاهر إلى القيام بإحدى الخطوات التالية: 

أولاً- لا تتجنب الحديث عن أي مشكلة. يعرف الأطفال أن شيئًا ما يحدث. الشرح والحديث عنه سيجعل الأمور أفضل.

ثانياً- دع طفلك يتحدث أولاً. اسأله عما يعرفه عن الحجر والفيروس.

ثالثاً- كن مرتاحاً خلال الحديث. إذا كنت قلقًا أثناء الشرح، قد تنقل هذه المشاعر إلى الطفل.

رابعاً- لا تخبرهم أننا في إجازة. أخبرهم بالحقيقة دون أن تخيفهم. "نحن في المنزل لحماية أنفسنا ومن نحب" بدلاً من "إذا خرجنا الفيروس سيقتلنا".

إقرأ أيضاً: إلى الأمّ العاملة في الحجر... كيف تستفيدين من هذه المرحلة بعيداً من التوتر؟ 

خامساً- طمئنهم بإخبارهم حقائق عن الفيروس مثل "جسم الأطفال قوي ويمكنه محاربة الفيروس ونادراً ما يتأثرون به". يمكن أن تساعدك الكتب الصديقة للطفل كثيرًا.

سادساً- حافظ دائمًا على التواصل الإيجابي معهم.

الأهل شركاء في هذا التغيير! 

إلى جانب معاناة الأهل مع أطفالهم خلال فترة العزل، يعانون أيضاً من ضغوط مادية ومهنية نتيجة هذه الأزمة الصحية، لذا، وجّهت بوضاهر مجموعة من الإرشادات لمساعدة الأهل على التعامل مع هذه الفترة الصعبة، ما ينعكس ارتياحاً على نفسية أطفالهم. ومن أبرزها:  

أولاً- لا تأخذ الأمر على محمل شخصي. أنت لست وحيداً في هذه الأزمة. 

ثانياً- اهتم بنفسك أولاً، لأنّ طفلك يشعر بقلقك وتوترك.

ثالثاً- حافظ على واقعية توقعاتك. أنت وأطفالك في أزمة. لا تحتاج لتحقيق الإنجازات في هذه الفترة.

رابعاً- حاول الحفاظ على الروتين. الروتين يجعل الأطفال يشعرون بالأمان. وهذا يشمل الأكل والدراسة والنوم واللعب.

خامساً- شجع الأطفال على مساعدتك أو إنشاء أنشطة في المنزل. هناك الكثير الذي يمكنك القيام به بدون أي كلفة.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع الأولاد في فترة الحجر المنزلي؟

سادساً- تقليل الوقت الذي تشاهد فيه الأخبار إلى الحد الأدنى.

سابعاً- علِّمهم أن يتحكّموا في الموقف باتخاذ الاحتياطات على سبيل المثال.

ثامناً- إبقهم على اتصال مع المقربين (الأصدقاء والعائلة) في حياتهم من خلال مكالمات الفيديو.

أخيراً- سيزيدون بالتأكيد من استخدام الشاشات الإلكترونية، لكن افعل هذا بانتظام ومراقبة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم