السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الطوائف الشرقية أحيَت الفصح في غياب المصلّين... وتساؤلات عن حقوق الأرثوذكس (صور)

الطوائف الشرقية أحيَت الفصح في غياب المصلّين... وتساؤلات عن حقوق الأرثوذكس (صور)
الطوائف الشرقية أحيَت الفصح في غياب المصلّين... وتساؤلات عن حقوق الأرثوذكس (صور)
A+ A-

أحد الفصح لدى الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي لم يكن مختلفاً عما سبقه، من حيث خلو الكنائس والأديار من المصلين، والتزامهم الحجر المنزلي الذي تستدعيه الوقاية من وباء كورونا، غير أن رمزية القيامة التي هي في صلب العقيدة المسيحية وجدت أصداء عميقة في النفوس والعقول، وأملا في أن الخلاص آت وان طال الألم والانتظار.

عوده

وشهدت بيروت والمناطق سلسلة قداديس منها رتبة الهجمة وقداس العيد الذي ترأسه متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، والقى عظة شكر فيها "ملائكة الرحمة كلهم من أطباء وممرضين ومسعفين ومتطوعين للخدمة، على كل تضحياتهم ومحبتهم التي تجلت بأبهى الصور. باركهم الله ومنحهم أن يعاينوا مجده في هذه الحياة وفي الآتية".

وقال: "إذا كانت انعكاسات أزمة كورونا على العالم كبيرة جدا، فإن أزمتنا في لبنان مزدوجة: معالجة تداعيات كورونا ومعالجة وضعنا المالي والاقتصادي والاجتماعي، وهذا يقع على عاتق الحكومة المطلوب منها التحلي بالحكمة والصبر وشجاعة التخلي عن كل ارتباط إلا ارتباطها بشعبها ومصيره. مطلوب منها انتشال لبنان من أزمته من دون أن يدفع المواطن ثمن أخطاء حكامه. مطلوب منها الاهتمام بالأساسيات عوض المحاصصات والمناكفات. مطلوب منها العمل على إنقاذ لبنان لا هذه الفئة أو ذاك الحزب أو تلك الطائفة. مطلوب منها احترام الدستور وتطبيق القوانين، وإرساء مبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين. مطلوب منها افتداء الوقت والعمل بسرعة من دون تسرع، لأن التردد وإضاعة الوقت يشدان الخناق على المواطنين الذين يخشون ضياع حياتهم بعد أن أضاعوا آمالهم وأحلامهم وأشغالهم ومستقبلهم، وسطا اليأس على قلوبهم. هنا لا بد من التذكير بأن عناوين الخلاص معروفة لمن يريد أن يعرف، وطرق إصلاح المالية العامة عالجها رجال الاختصاص، وأشار السياسيون قبل الشعب إلى أماكن الاهدار والفساد، فحرام مصادرة جنى عمر المواطن وإفقاره عوض المحافظة على حقه الذي اقتناه بعرق جبينه".

وأضاف: "انتفض شعبنا لأنه لم يعد يتحمل الاستغلال. انتفض لحريته وكرامته ومستقبل أولاده، للمحافظة على وطنه وتعبه. شعبنا يستحق الحياة، الحياة الكريمة، وأملنا أن تعمل هذه الحكومة على تأمينها بعيدا من الممارسات السابقة والأخطاء السابقة والتجارب السابقة. أنتم لكل الشعب لا لفئة أو طائفة، ولكل مكونات المجتمع، فلا تدعوا أي فئة تشعر بالغبن أو الظلم أو الغربة. لذا، وفي انتظار الدولة المدنية التي نطمح جميعنا إليها، وبما أن دستورنا يكفل حقوق المواطنين كافة، وبما أننا ما زلنا في نظام طائفي، نأمل ألا يكون إجحاف في حق أبناء أي طائفة، وأن يعامل الجميع بالعدل والمساواة. وإذا كانت حكومتكم عابرة للطوائف، فلتكن المداورة في الوظائف سبيلكم، من الوزارات إلى كل المراكز، حفاظا على حقوق الجميع، مع اعتماد الكفاءة والنزاهة والخبرة، وتطبيق المساءلة والمحاسبة على الجميع".

ولفت الى "أن الشعب نزع ثقته من الطبقة الحاكمة، فإذا أرادت استعادتها عليها أن تعالج الأمور بوضوح وشفافية وعدل، وأن تستنبط حلولا إيجابية خلاقة، معتمدة على أحكام الدستور وعلى ضميرها، وأن تقوم بالإصلاح الذي وعدت به، الإصلاح الحقيقي، على كل الصعد، لكي ترضي الناس لا الطبقة السياسية وأحزابها. وفي هذه الأزمة الخانقة، على الدولة أن تقوم بواجبها حيال الفئات الأكثر فقرا. صحيح أن ميزانية الدولة عاجزة، لكن مهمة الدولة الأساسية رعاية شعبها، وكما استطاعوا في الماضي إيجاد الملايين للمشاريع والصفقات، يجب إيجادها الآن لمساعدة المحتاجين".

وأشاد بمبادرة "أفراد المجتمع وجمعياته الى مساندة إخوتهم مدفوعين بالمحبة والأخوة، ورأينا حملات جمع التبرعات والمساعدات، ما طمأن قلوبنا الى أن الإنسانية لم تمت. كذلك عملت الكنيسة بمؤسساتها كافة على مد يد العون الى كل محتاج، بتواضع وصمت، عملا بوصية معلمها".

ورفع الدعاء "في هذه الأيام المباركة رغم الحزن الذي يلفها، إلى الرب القائم من بين الأموات كي يحفظكم جميعا، ويبعد اليأس من قلوبكم زارعا فيها الرجاء والأمل في غد أفضل. نسأله أن يشفي من أصابهم فيروس كورونا ويعزي قلوب من فقدوا أحباءهم بسببه. نسأله أن يبلسم قلوب المتألمين ويرحم كل المحتاجين إلى محبته ورحمته. نسأله أن يعضد المسؤولين في مكافحتهم فيروس كورونا والفيروسات الأشد فتكا كالفساد والنفاق والحسد والخبث والرياء والجشع والاستتباع والتملق، وأن يؤازرهم في كل عمل صالح يقومون به. نرفع الدعاء أيضا من أجل أن يحتضن الرب الإله كوكبنا".

الشمال

وفي قضاء البترون، أقيمت القداديس في الرعايا من دون المؤمنين، وألقيت عظات تناولت معنى القيامة وفيض النور المقدس، ودعا الكهنة المؤمنين إلى التزام قرارات التعبئة العامة والبقاء في المنازل واعتماد الإجراءات الوقائية.

وأقام عدد من الرعايا تطوافات بالمياه المباركة التي رش بها الكهنة المنازل والأحياء.

وفي قضاء الكورة، أقيمت القداديس ورتبة الهجمةفي غياب المؤمنين، وترأس الأرشمندريت برثانيوس أبو حيدر القداس في دير سيدة الناطور في أنفه، داعيا إلى الصلاة والايمان.

واحتفل كاهن رعية القديسة بربارة في بلدة راسمسقا الأب نقولا داود بالهجمة وقداس العيد فجرا، وشدد في عظته على معنى الفصح والقيامة. ونقلت الصلوات عبر مكبرات الصوت ووسائل التواصل الاجتماعي.

وفي كنيسة مار نقولا في برسا، ترأس كاهن الرعية الأب موسى الشاطريه، القداس الاحتفالي، وجال في أحياء البلدة وسط تراتيل القيامة مع شعلة النور المقدس التي أضاءت الشموع الموضوعة أمام المنازل.

صيدا

و ترأس متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، قداس عيد الفصح في كاتدرائية القديس نيقولاوس في صيدا القديمة. ("النهار")، وألقى عظة جاء فيها: "نسمع اليوم بعض الأصوات التي تنادي بإلغاء الطائفية في لبنان. نحن مع هذا الطرح. كنيستنا الأرثوذكسية ومفكروها أول من نادوا بالدولة المدنية، ولكن للوصول الى ذلك يجب أن نضع خريطة طريق، أما أن يقول الرئيس الدكتور حسان دياب الذي نجل ونحترم، إن حكومته عابرة للطوائف، فهذا قول مردود لأن كل الوقائع التي رافقت تشكيل الحكومة تدل على عكس ذلك تماما. وما دمنا في نظام طائفي فلتراع الاعتبارات الطائفية كما تقول تقاليدنا التي درجنا عليها منذ الاستقلال".

وسأل: "لماذا العبور فوق الطوائف لا يستهدف إلا الأرثوذكس؟ لن أخوض في هذه العجالة في تعداد المراكز التي خسرتها الطائفة الأرثوذكسية منذ عشرين عاما على الأقل في كل المجالات، وهنا لا أتحدث عن المناصفة المرعية الإجراء الآن، بل عن وظائف الفئة الأولى التي يجب أن يراعى في توزيعها التوازن الطائفي. حقوق الأرثوذكس مهدورة بكل صراحة، وأطالب الحكومة وعلى رأسها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي نكن له كل الاحترام، بإعادة هذه الحقوق. وفي هذا السياق أضم صوتي الى أصوات الإخوة المطارنة بإمامة البطريرك يوحنا العاشر والسادة وزراء الطائفة الأرثوذكسية في لبنان ونوابها، الذين عبروا صراحة عن انزعاجهم من هذا التصرف. أرجو تصحيح هذا الخطأ الفادح في أسرع وقت".

زحلة

وفي كاتدرائية القديس نيقولاوس في زحلة ("النهار")، ترأس متروبوليت زحلة وبعلبك للروم الأرثوذكس المطران انطونيوس (الصوري) رتبة الهجمة وقداس الفصح يعاونه لفيف من الكهنة، فيما خلت الكنيسة من المصلين.

كذلك ترأس راعي أبرشية زحلة والبقاع للسريان الأرثوذكس المطران بولس سفر قداس الفصح في كنيسة مار جرجس، يعاونه لفيف من الكهنة في غياب المصلين، ودعا في عظة، إلى "الصلاة من أجل زوال فيروس "كورونا". وعايد المؤمنين "من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، آملا في "التغلّب على الشدائد والمحن".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم