مجزرة قانا... 24 سنة على "عناقيد الحقد"

هناك على مقربة من الجليل، على أطراف جبل عامل، سار الفادي في هذه الأرض المقدسة وحوّل ماءه خمراً في عرس قانا. وكأنه بات لتلك العروس ثأراً مع صهاينة الهيكل، فأردوها بنيرانهم مرتين في عقد واحد من الزمن. 

في نيسان 1996 وتموز 2006 كان لقانا موعد مع التضحيات والشهادة حين سقطت قذائف وصواريخ جيش العدو على أطفال وعائلات. 24 سنة مرّت على المجزرة الأولى وكأنها اليوم. صور قانا ما زالت في ذاكرة اللبنانيين في تلك الخيمة الزرقاء، اشتم الناس رائحة الموت عبر الشاشات، الصحافيون كانوا يبكون لشدّة الفاجعة ونساء ينتحبن على أجساد أزواجهن وأولادهن التي تحولت أشلاء. لم ينسَ العالم صور الأطفال المقطوعة الرؤوس والجثث المتفحمة وكأن عدسات الكاميرات تصرخ "بأي ذنب قتلوا"؟

في مثل هذ اليوم من كل عام، في 18 نيسان، يحيي اللبنانيون ذكرى هذه المجزرة الدموية، فيما يتذكر آخرون أحبة أودعوا في مقابر جماعية من دون أن يتعرفوا إلى جثثهم. 

تشخص الأبصار أمام تضحيات شعب أشاد بها العالم ولكن لم تردع سياسيي لبنان كي يكفوا أيديهم عن نهب ثرواته وكأن ما أصابنا من أعدائنا لم يكفنا. 

قانا ليست محطة سنوية نتذكرها على شبكة الانترنت وننساها في اليوم الثاني، هي ذاكرة مقاومة صادقة متضامنة دائماً وإحياؤها لن يفصل بين مقاومة عدو محتل ومقاومة فاسد لص في السلطة ولا يميّز بين سارق وآخر لأسباب واهية إقليمة، طائفية، فئوية وآخرها نفعية.