دور المسؤولية الاجتماعية للشركات في زمن كورونا... القصار: إرساء قواعد جديدة للإنتاج والاستهلاك

كشفت المأساة العالمية التي نعيشها اليوم بسبب فيروس كورونا عن هوة بحجم الكرة الأرضية حيث لا نفوذ يجدي ولا مال ينجي. مأساة أعادت القيم الانسانية الى صدارة الاهتمامات، محددة أولوية وحيدة مشتركة للبشرية هي الصحة.اهتزت دول العالم فأغلقت مطاراتها وحدودها على شعوبها، كما اهتزت اتحادات ودول عظمى مع عجزها عن مد يد العون والتضامن في حرب ضد عدو لم يميز بين غني وفقير حاصدا خسائر بشرية هائلة على الرغم من كل التقدم الطبي في العالم. عادت الإنسانية لتطغى على المصالح الاقتصادية التي انهارت مع تمكن الفيروس المخفي من ضرب صحة الانسان ونسف أساسات الاقتصاد العالمي الذي تكبد خسائر غير مسبوقة ستؤدي الى اغلاق آلاف الشركات والغاء ملايين الوظائف.من أهم أسلحة المعركة التي يخوضها العالم اليوم ضد جائحة كورونا، هي التعاضد والتكاتف والاحساس بالمسؤولية الاجتماعية واغاثة المحتاج ومساعدة من فقد مورد رزقه. إذ حركت كورونا العديد من الحملات الخاصة في لبنان، من أنجحها حتى الآن تلك التي قادتها محطات تلفزيونية وهيئات مستقلة تمكنت من تحصيل تبرعات جيدة توزعت على الصليب الاحمر اللبناني ومستشفى رفيق الحريري وغيره من المستشفيات الحكومية وجمعيات. كما أقرت الحكومة برنامج مساعدات للعائلات الأكثر حاجة وحددت مبلغ 400 ألف ليرة للعائلة، لم يتبين مدى فاعليته بعد. كما تحركت أحزاب وبلديات وجهات دينية ونيابية مناطقية لمساعدة المحتاجين وتوفير مراكز للحجر الصحي. كل هذه الجهود اللامركزية، وان كان بعضها تفوح منه روائح المصالح الانتخابية، إلا ان المواطن بات يميزها جيدا.في نظرة الى خريطة الدعم الشعبي والمبادرات الفردية واستنفار المجتمع المدني بشقيه الحزبي والأهلي يسجل للبنانيين بكل أطيافهم انخراطهم في جبه "غزوة" كورونا، فشكلوا دعامة وسندا كبيرا للدولة وامكاناتها المتواضعة في زمن الافلاس، ولا سيما مساندة من هم في الخطوط الأمامية من مستشفيات وممرضات وقطاع صحي واسعاف، وفي ذلك علامة فارقة يعول عليها. ولكن في خضم هذه الأزمة، ما دور "المسؤولية الاجتماعية للشركات"؟ لا يخفى أن القطاع الخاص في لبنان والعالم يشكل...