أحبِّي

ألا تنظرين إلى المرآة أيتها الفتاة؟!

أريد البوح بسرٍّ، حيث البعض لن يكترث له، والبعض الآخر سيأخذه بعين الإعتبار. أنت لم تُخلَقي لترضي الناس، إنما لتكوني كما "أنتِ"، لأنك وبكل بساطة قطعة فنّية نادرة ولا أحد يستطيع تدمير جوهرك.

إن كنتِ سمينة، نحيلة، قصيرة، سوداء اللون أو باهتة، مثقفة، تمتلكين موهبة مميزة، فأنتِ ملفتة بطريقة لا يمكن وصفها لدرجة كاد العالم بأسره إن يخبئكِ لأنك قطعة نادرة يريدون الاحتفاظ بك وكأنك علبة تكمن فيها أسرار وخفايا يمكنها تدمير أمة، ولكن لا يدرون أنهم بمجرد قمعكِ ستكون بداية حرب في ما بينهم لأنهم لن يفهمُوا أنك ناعمة كالحرب. نعم كالحرب، بمجرد إبتسامة، أو نظرة تشعلين الحرب في عقولهم التي لا تريد إلا احتواء جسدك...يا لهم من فقراء.

أنت لستِ فقط بجسد مغرٍ، إنما بروحٍ قويةٍ، وفكرٍ متحرر، فبكل بساطة الحياة لا تعاش بدون برقة عينيكِ.. كل تلك الإنتقادات الموجهة لكِ لا تسمح لها بإرباك هدوئك المليء بالعواصف، لذلك أحبِّي نفسك كما أنت.

أحبِّي نقاط ضعفك وقوتك التي تستطيعين من خلالها اكتشاف كيانك أكثر والتعرف على ما أنت بالفعل.

أحبِّي جسدك بكل ما فيه، فأنت مثيرة كيفما كنت.

أحبِّي عقلك وطريقة تفكيرك، أنت مدهشة ومبدعة، فلا رجل على الكرة الأرضية يستطيع امتلاك حرية أفكاركِ، إنطلقِي للمغامرة المختبئة وراء الأفق... وما الأفق سوى تدريب العقل على الجنون.

أحبِّي صوتك الذي يؤمّن الراحة والسكون.

أحبِّي عينيكِ لأنهما نوافذ الروح.

أحبِّي كل سنتيمترٍ فيكِ، لأنك تستحقين الإحترام والحب لما أنت عليه.

فقط أحبِّي كيانك، لأنه فما من حبٍّ أعظم على الأرض.

أحبِّي لمدى الدهور... فقط أحبِّي.

كريستين السويدي